القصور والدور والمنازل والقطائع :
في المصادر أربعة مصطلحات عن أحوال الأراضي التي وزّعت هي الدور والقصور والمنازل والقطائع. فأما الدور والقصور فكانت لأفراد تختلف مساحاتها ، ولكنها من حيث العموم محدودة ، ويتميز القصر عن الدار بأنه أوسع مساحة وأفخم بناء وكثيرا ما يحاط ببساتين ومزروعات لزيادة تجميلها. أما المنازل فأكثر ما ذكرت مرتبطة بالجماعات ؛ فهي أقرب إلى ما نسميه اليوم الأحياء ؛ والأرجح أن رئيس الجماعة يقوم بتوزيعها على أفراد جماعته بالتساوي. ولم يرد خبر عن استياء أو احتجاج أيّ من الأفراد على هذا التوزيع ؛ وهي في الغالب تبيح لهم الحرية ، وإن لم تكن بمستوى الملكية الصرفة ؛ إذ قد ينقل الأفراد أو الجماعة منها دون أن يعطوا تعويضا ماليا عن ذلك.
أما القطائع فإنها تكون أوسع ، وقد تعطى للأفراد أو الجماعات ، وتسمّى باسم من تقطع له ، وله حق التصرف فيها ، ولكنها ليست ملكا صرفا ، إذ يمكن سحبها دون تعويض.
ذكر اليعقوبي في سامرّاء عشر إقطاعات منسوبة إلى جماعات ، وأربعا وثلاثين إقطاعة منسوبة إلى أفراد أو جماعات أو لكليهما. وسمّى من نسب إليه الإقطاع ، وحدّد بالتقريب مواقعها التي يدل سياق كلامه على أن المعتصم أقطعها عند بدء تأسيس سامرّاء ، ولم ترد إشارة إلى مساحة أيّ منها. وإن كان الراجح أن مساحاتها متباينة ، وأنها أعطيت للرئيس وجماعته ، فهي واسعة تستوعب الجماعة ، وأن الرئيس الذي سمّاه اليعقوبي كان يقوم بتوزيعها على أفراد الجماعة بصورة متساوية أو متقاربة بعد أن يقتطع لنفسه قطعة متميزة بمساحتها وموقعها ويبني منزلا أفخم من منازل أفراد الجماعة.
والإقطاعات كافة ، التي ذكرها اليعقوبي في الجانب الشرقي ، متقاربة لا تبعد كثيرا عن مقر إقامة الخليفة في الجوسق الخاقاني ؛ إلا أنه ذكر أربع إقطاعات في الأطراف الخارجية من سامرّاء.