من الغد على مثل تلك الحال فما خرجنا من آثار البناء إلى نحو الظهر». ثم ذكر في مدحها أبياتا وأقوالا لابن المعتز يذكر مزاياها على بغداد (١).
كتب التاريخ العام
في كتب التاريخ العام التي تبحث الأحوال السياسية مرتبة تبعا لتعاقبها الزمني معلومات عن سامرّاء وأهلها ، وإشارات إلى بعض المعالم العمرانية فيها ، وبخاصة في زمن المعتصم الذي شيدها ، وإلى الأحداث التي تلت مقتل المتوكل إلى انتقال المعتمد منها إلى بغداد ، حيث تعرضت الأحوال السياسية إلى اضطرابات ذكر خلالها عددا من معالمها العمرانية وتركيب سكانها وبعض أحوالها ، ومن هذه الكتب عدد ألّف بعيد هذه الأحداث ، وأبرزها كتابا تاريخ اليعقوبي ومروج الذهب للمسعودي اللذين أورد كل منهما معلومات مقتضبة قيّمة تكمل ما ورد في الكتب المفصلة.
ولابدّ من أن يكون في الجزء الأول من كتاب «الأوراق» للصولي معلومات مغنية إذا حكمنا عليها بما أورده في الجزءين التاليين المتوافرين لدينا. غير أن المخطوطة الفريدة التي في لينينغراد لم تنشر ولم يتيسر الاطلاع عليها.
ولتاريخ الطبري مكانة في دراسة معالم سامرّاء وأهلها ولابد من أن الطبري قد شهد بعض أحداثها المتأخرة ، كما تابع أحوالها منذ بنائها ، وقدّم تفاصيل واسعة عن كثير من الأحداث التي مرت بها ذكر خلالها تفاصيل متفرقة عن كثير من معالمها العمرانية وتركيب سكانها وأحوالهم ومواقفهم. فكتابه يوازي ، إن لم يفق ، في أهميته كتاب : البلدان لليعقوبي في هذا المضمار.
وكتب الجاحظ رسالة طويلة عنوانها : «مناقب الأتراك» وصف فيها تركيب الجيش العباسي في زمنه ، وعرض لخصائص مجموعاتها ، وخصّ الترك فيها بأربع صفحات ذكر فيها ما تميزوا به ، ومعلوماتها قيّمة ، علما بأنها لا تزيد على ثمن الرسالة.
__________________
(١) معجم البلدان ٣ / ١٤ ـ ٢٤.