والكسائي ، وحفص : بحذفها وصلا خاصة ؛ وباقي السبعة : بإثباتها في الحالين. واختار أبو عبيد والحذاق أن يوقف على هذه الكلمة بالألف ، ولا يوصل ، فيحذف أو يثبت ، لأن حذفها مخالف لما اجتمعت عليه مصاحف الأمصار ، ولأن إثباتها في الوصل معدوم في لسان العرب ، نظمهم ونثرهم ، لا في اضطرار ولا غيره. أما إثباتها في الوقف ففيه اتباع الرسم وموافقته لبعض مذاهب العرب ، لأنهم يثبتون هذه الألف في قوافي أشعارهم وفي تصاريفها ، والفواصل في الكلام كالمصارع. وقال أبو علي : هي رؤوس الآي ، تشبه بالقوافي من حيث كانت مقاطع ، كما كانت القوافي مقاطع.
و (هُنالِكَ) : ظرف مكان للبعيد هذا أصله ، فيحمل عليه ، أي في ذلك المكان الذي وقع فيه الحصار والقتال (ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ) ، والعامل فيه ابتلي. وقال ابن عطية : (هُنالِكَ) ظرف زمان ؛ قال : ومن قال إن العامل فيه (وَتَظُنُّونَ) ، فليس قوله بالقوي ، لأن البداءة ليست متمكنة. وابتلاؤهم ، قال الضحاك : بالجوع. وقال مجاهد : بالحصار. وقيل : بالصبر على الإيمان. (وَزُلْزِلُوا) ، قال ابن سلام : حركوا بالخوف. وقيل ؛ (زُلْزِلُوا) ، فثبتوا وصبروا حتى نصروا. وقيل : حركوا إلى الفتنة فعصموا. وقرأ الجمهور : وزلزلوا ، بضم الزاي. وقرأ أحمد بن موسى اللؤلؤي ، عن أبي عمرو : بكسر الزاي ، قال ابن خالويه. وقال الزمخشري ، وعن أبي عمرو : إشمام زاي زلزلوا. انتهى ، كأنه يعني : إشمامها الكسر ، ووجه الكسر في هذه القراءة الشاذة أنه أتبع حركة الزاي الأولى بحركة الثانية ، ولم يعتد بالساكن ، كما يعتدّ به من قال : منتن ، بكسر الميم اتباعا لحركة التاء ، وهو اسم فاعل من أنتن. وقرأ الجمهور : (زِلْزالاً) ، بكسر الزاي ؛ والجحدري ، وعيسى : بفتحها ، وكذا : (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها) ، ومصدر فعلل من المضاعف يجوز فيه الكسر والفتح نحو : قلقل قلقالا. وقد يراد بالمفتوح معنى اسم الفاعل ، فصلصال بمعنى مصلصل ، فإن كان غير مضاعف ، فما سمع منه على فعلان ، مكسور الفاء نحو : سرهفه سرهافا.
(وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ) : وهم المظهرون للإيمان المبطنون الكفر. (وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) : هم ضعفاء الإيمان الذين لم يتمكن الإيمان من قلوبهم ، فهم على حرف ، والعطف دال على التغاير ، نبه عليهم على جهة الذم. لما ضرب رسول الله صلىاللهعليهوسلم الصخرة ، وبرقت تلك البوارق ، وبشر بفتح فارس والروم واليمن والحبشة ، قال معتب بن قشير : يعدنا محمد أن نفتح كنوز كسرى وقيصر ومكة ، ونحن لا يقدر أحدنا أن يذهب إلى