الأقطار.
٣. وبعد أن تنتهي اللجنة من فهرسة الآيات كما ذكرناه ، يدعى كبار الشخصيات الإسلامية العلمية ليتولّى كل واحد منهم ، موضوعاً حسب اختصاصه ، فتقدم اللجنة لهم الموضوعات التي تم فهرستها ، ليختار هو الموضوع الذي جمعت آياته في البطاقات الخاصة به ، ويكتب حولها ما يرى من البحوث والدراسات.
والنتيجة الحاصلة من هذه الجهود المشتركة المبذولة من قبل كبار علماء الإسلام أنّه تكتب للقرآن الكريم دائرة معارف كبيرة ملؤها التحقيق والبحث العلمي لتبرز ما فيه من الحقائق التي لا زالت خفية حتى الآن.
انّ هذا العمل الجبار ( بالاضافة إلى ما يحتاج من ميزانية ضخمة ) رهن لجنة مركزية تكون حلقة وصل بين علماء الإسلام القاطنين في أقطار نائية بعيدة الأطراف فإنّه لا يتم عمل كبير كهذا العمل إلاّ باللجنة المركزية ، فهي التي تنتخب الأعضاء الذين يقومون بفهرسة الآيات ، وهي التي تصوّر البطاقات وتعرضها على الباحثين والناقدين وبعد التنسيق الدقيق تنشرها في نشرات متسلسلة ، وهي التي تتصل بالشخصيات العلمية لكتابة التفسير كما ذكرناه.
انّ هذا الاقتراح ربّما يكون كبيراً وغير قابل التنفيذ في رأي البعض ، إلاّ أنّه بسيط عند ذوي الهمم العالية والعاملين في حقول العلم والثقافة ، فقد قامت جمعيات دينية قبل هذا بأعمال مشابهة ، لكتبهم المنسوبة إلى السماء ، وكان جهدهم من الطرافة بحيث أظهر كتبهم المحرّفة بحلل زاهية تأخذ بالأبصار وتثير إعجاب القارئين لها.
ونحن نأمل أن يتصدى مراجع الدين وكبار العلماء لتحقيق هذه الاُمنية ، فيتداولوا بينهم الأمر لإزالة العوائق عن الطريق وتيسير المقدّمات الأوّلية وتعيين نقطة الانطلاق لهذا المشروع الديني العلمي.