أن جاء عمرو بن لحي فهو أوّل من عبد الأصنام وغيّر دين إبراهيم وكان قريباً من كنانة جد النبي (١).
٢. يظهر مما أنشأه عبد المطلب في قصة أصحاب الفيل أنّه وقومه كانوا متحرّزين من النصارى على وجه الاطلاق حيث أنّه بعد ما رجع من عند « قائد الجيش » « إبرهة » آيساً من إنصرافه عن هدم الكعبة ، أخذ بحلقة الباب قائلاً :
لا يغلبنّ صليبهم ومحا |
|
لهم عدواً محالك (٢) |
٣. ما رواه الحافظ البخاري : عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : « اُعطيت خمساً لم يعطهنّ أحد قبلي ... واُعطيت الشفاعة وكان النبي يبعث إلى قومه وبعثت إلى الناس عامة » (٣) وفي بعض ألفاظ الحديث : « وكان كلّ نبي يبعث إلى قومه وبعثت إلى كل أحمر وأسود ».
وقال الشيخ منصور علي ناصف في كتابه القيّم « التاج الجامع للاُصول » روي عن جابر عن النبي قال : « اُعطيت خمساً لم يعطهنّ أحد من قبل ، نصرت بالرعب مسيرت شهر وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً واُعطيت الشفاعة وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة » ، رواه الخمسة إلاّ أبا داود (٤).
٤. روى الكليني عن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام : انّ الله تبارك وتعالى أعطى محمداً شرائع نوح وإبراهيم وموسى وعيسى وجعلت له الأرض مسجداً وطهوراً وأرسله كافة إلى الأبيض والأسود والجن والإنس (٥).
فقد ظهر من هذا البحث الحديثي ، أنّه لم تكن نبوّة الكليم والمسيح فضلاً عمّن كان قبلهم من إبراهيم ونوح تعم العالم كلّه ، بل كانت دعوتهم اقليمية أو لقوم خاص
__________________
(١) سيرة ابن هشام ج ١ ص ٧٩.
(٢) بحار الأنوار ج ١٥ ص ١٤٥ نقلاً عن مناقب آل أبي طالب.
(٣) صحيح البخاري في مختلف كتبه ، التيمم الباب الأوّل ، الغسل الباب ٣٦ الصلاة الباب ٥٤.
(٤) يعنى رواه البخاري ومسلم والنسائي والترمذي وابن ماجة راجع ج ١ ص ٣٠.
(٥) الكافي ج ٢ باب الشرائع ص ١٧ طبعة دار الكتب الإسلامية.