أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (١) قال : أخبرت عن عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن سعيد بن سويد ، عن عمير بن سعد (٢).
أنه كان يقول ـ وهو أمير على حمص ، وهو من أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم : ـ ألا إنّ الإسلام حائط منيع ، وباب وثيق ، فحائط الإسلام العدل ، وبابه الحق ، فإذا فرض (٣) الحائط وحطم الباب استفتح الإسلام ، فلا يزال منيعا ما اشتدّ السلطان ، وليس شدّة السلطان قتلا بالسيف ، ولا ضربا بالسوط ، ولكن قضاء بالحقّ ، وأخذا (٤) بالعدل.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا محمّد بن الحسين القطان ، نا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر ، حدّثني وهب بن جرير ، حدّثني أبي ، عن محمّد بن إسحاق (٥) ، عن عاصم بن عمر بن قتادة ، عن عبد الرّحمن بن عمير بن سعد قال : قال لي ابن عمر : ما كان من المسلمين رجل من أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم أفضل من أبيك.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي ، نا علي بن محمّد الفقيه ، أنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن هارون ، أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم ، أخبرني أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم ، نا محمّد بن عائذ القرشي ، قال : قال الوليد : حدّثنا غير واحد ممن سمع هشام بن حسّان ، أن محمّد بن سيرين حدّثه :
أن عمير بن سعد كان يعجب عمر بن الخطّاب ، فكان من عجبه به يسميه : «نسيج وحده» ، وبعثه مرة على جيش من قبل الشام ، فقدم مرة وافدا فقال : يا أمير المؤمنين إنّ بيننا وبين عدونا مدينة يقال لها غرب السوس ، يطلعون عدوّنا على عوراتنا ويفعلون ويفعلون ، فقال عمر : إذا أتيتهم فخيّرهم بين أن ينقلوا من مدينتهم إلى كذا وكذا وتعطيهم مكان كلّ شاة شاتين ، ومكان كلّ بقرة بقرتين ، ومكان كلّ شيء شيئين ، فإن فعلوا فأعطهم ذلك ، وإن أبوا
__________________
(١) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٤ / ٣٧٥.
(٢) الأصل وم : سعيد ، تصحيف ، والتصويب عن ابن سعد.
(٣) كذا بالأصل وم ، وفي ابن سعد : نقض.
(٤) الأصل وم : وأخذ ، تصحيف ، والمثبت عن ابن سعد.
(٥) الخبر ، من طريقه في تهذيب الكمال ١٤ / ٤١١ والإصابة ٣ / ٣٢.