ح وحدّثنا أبو المعمّر المبارك بن أحمد الأنصاري ، أنا المبارك بن أحمد ، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن الحسن ، وأبو إسحاق إبراهيم بن عمر ، قالا : أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا عبيد الله بن عبد الرّحمن بن محمّد ، نا أبو محمّد عبد الله بن مسلم بن قتيبة قال في حديث عمرو بن معدي كرب أنه قال يوم القادسية :
يا معشر المسلمين كونوا أسدا غياشا (١) فإنما الفارسي تيس إذا ألقى نيزكه.
حدّثنيه محمّد بن عبيد عن معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق عن أبي عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال : رأيت عمرا يومئذ يقول ذلك.
قوله : غياشا هو من غاشيت الرجل وعانقت بمعنى. والغياش مصدر غايشت ، يقال رجل غيّاش عدو إذ كان يعانق قرنه في النزال. كذلك جاء هذا الحرف يوصف الرجل منه بمصدر الفعل ، وفي هذا الحرف أن عمرا حمل على الاسوار فاعتنقه ثم ذبحه ، وأخذ سلبه ، ومثله بما يوصف المصدر : رجل كرم وقوم كرم ونساء كرم لا تجمع ولا تؤنث ، قال الشاعر (٢) :
وأن يعرين إن كسي الجواري |
|
وتنبو العين عن كرم عجاف |
ومنه قول عبد الله بن جعفر لحسين ورأى ناقته قائمة على زمامها بالعرج (٣) ، وكان مريضا أيها النوم وظن أنه نائم ، وإذا الرجل ميت وجعا ، ويقال هذا رجل صوم وفطر ورجال صوم وفطر.
قال ابن حيّوية : قال أبو عمر ـ يعني ـ محمّد بن عبد الواحد الزاهد : الغياش في العداوة والعناق في الصّداقة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن المسلّم ، أخبرنا أبو الحسن بن الحمّامي ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، أنا الحسن بن علي العطار ، أنا إسحاق بن بشر ، حدّثني أبو مخنف علي المجالد بن سعيد ، عن الشعبي.
__________________
(١) غير واضحة بالأصل وم ، والمثبت باعتبار المعنى ، كما سيأتي.
(٢) البيت في اللسان (عجف) ، منسوبا لمرداس بن أديّة ، وفي تاج العروس (عجف).
(٣) العرج بفتح أوله وسكون ثانيه وجيم وهي قرية جامعة في واد من نواحي الطائف.