أنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إليّ قال : قلت لأبي : أيّما أحب إليك أبو إسحاق أو السّدّي؟ قال : أبو إسحاق ثقة ، ولكن هؤلاء الذين حملوا عنه بأخرة (١).
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ ، نا إبراهيم بن أحمد القرميسيني ، نا محمّد بن أحمد بن مردة الأهوازي الجوهري ، نا أحمد بن الحباب الحميري ، نا علي بن المديني ، نا حمّاد بن دليل (٢) قال : قلت : يا شعبة كيف فاتك حديث القسامة من أبي إسحاق؟ قال : لم يفتني ، سألت أبا إسحاق عنه؟ قال : نعم الحارث بن الأعور ، ثم ساق الحديث ، فقلت : يا أبا إسحاق سمعته من الحارث؟ قال : الشعبي عن الحارث ، قال : قلت : يا أبا إسحاق سمعته من الشعبي؟ قال : لا ، فدعني ، حدثني مجاهد عن الشعبي عن الحارث.
أخبرنا أبو سعد بن أبي صالح ، وأبو الحسن بن أبي طالب ، قالا : أنا أبو بكر بن خلف ، أنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني قاضي القضاة الهاشمي ، نا أبو جعفر المستعيني ، نا عبد الله بن علي بن عبد الله المديني ، نا أبي قال :
كان زهير وإسرائيل يقولان عن أبي إسحاق أنه كان يقول : ليس أبو عبيدة حدّثنا ، ولكن عبد الرّحمن بن الأسود ، عن أبيه عن النبي صلىاللهعليهوسلم في الاستنجاء بالأحجار الثلاثة.
قال ابن الشاذكوني : ما سمعت بتدليس قط أعجب من هذا ، ولا أخفى ، قال أبو عبيدة : لم يحدثني ، ولكن عبد الرّحمن بن الأسود عن فلان عن فلان ، ولم يقل حدّثني ، فجار الحديث وسار.
أخبرنا أبو المعالي الفارسي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا محمّد بن عبد الله الحافظ ، نا أبو بكر محمّد بن عبد الله ابن بنت العباس بن حمزة ، نا هارون بن عبد الصّمد الرّحبي ، نا علي بن المديني ، قال :
سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول : مرسلات أبي إسحاق عندي شبه لا شيء ، والأعمش والتميمي.
__________________
(١) بالأصل : «الذين خلوا عنه بأحسن» صوبنا الجملة عن تهذيب الكمال والجرح والتعديل.
(٢) هو حماد بن دليل المدائني أبو زيد القاضي ، ترجمته في تهذيب الكمال ٥ / ١٦٦.