ولقد سئل رسول الله ـ وأنا عنده ـ عن الأئمّة بعده ، فقال للسائل : (وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ)(١) إنّ عددهم بعدد البروج وربّ الليالي والأيّام والشهور. فقال السائل : فمن هم يا رسول الله؟ فوضع رسول الله يده على رأسي ، فقال : أوّلهم هذا وآخرهم المهدي ، من والاهم فقد والاني ، ومن عاداهم فقد عاداني ، ومن أحبّهم فقد أحبّني ، ومن أبغضهم فقد أبغضني ، ومن أنكرهم فقد أنكرني ، ومن عرفهم فقد عرفني ، بهم يحفظ الله دينه ، وبهم يعمر بلاده ، وبهم يرزق عباده ، وبهم ينزل القطر من السماء ، وبهم يخرج البركات من الأرض ، هؤلاء أوصيائي وخلفائي وأئمّة المسلمين والمؤمنين.
٤٦ ـ ما رواه السيّد هاشم في تفسير البرهان : في تفسير سورة (وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ) عن الأصبغ بن نباتة ، قال : سمعت ابن عبّاس يقول : قال رسول الله : ذكر الله عبادة ، وذكري عبادة ، وذكر عليّ عبادة ، وذكر الأئمّة من ولده عبادة ، والذي بعثني بالنبوّة وجعلني خير البريّة ، إنّ وصيّي لأفضل الأوصياء ، وإنّه لحجّة الله على عباده وخليفته على خلقه ، ومن ولده الأئمّة الهداة بعدي ، بهم يحبس الله العذاب من أهل الأرض ، بهم يمسك السماء أن تقع على الأرض إلّا بإذنه ، وبهم يمسك الجبال أن تميد بهم ، وبهم يسقي خلقه الغيث ، وبهم يخرج النبات ، أولياء الله حقّا وخلفائه صدقا ، عدّتهم عدّة الشهور وهي اثنا عشر شهرا وعدّتهم عدّة نقباء موسى بن عمران ، ثمّ تلا هذه الآية : (وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ ،) ثمّ قال : أتقدر يابن عبّاس؟ إنّ الله تعالى يقسم بالسماء ذات البروج ويعني به بالسماء وبروجها. قلت : يا رسول الله ، فما ذاك؟ قال : فأمّا السماء فأنا ، وأمّا البروج فالأئمّة بعدي ؛ أوّلهم عليّ وآخرهم المهدي.
__________________
(١) البروج : ١.