وصام ما صام صوّاما بلا ملل |
|
وقام ما قام قوّاما بلا كسل |
وطار في الجوّ لا يأوي إلى أحد |
|
وغاص في البحر مأمونا من البلل |
وحجّ كم حجّة لله واجبة |
|
وطاف في البيت حاف غير منتعل |
وعاش في الناس آلافا مؤلّفة |
|
عار من الذنب معصوما من الزّلل |
فليس في الحشر يوم البعث منتفعا |
|
إلّا بحبّ أمير المؤمنين علي |
ثمّ لا يخفى أنّ خبر : «لا يحبّك يا علي إلّا مؤمن ولا يبغضك إلّا منافق» متواتر أيضا من طريق أبناء السنّة ، أخرج مسلم في صحيحه عن عليّ رضى الله عنه ، قال : «والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة إنّه لعهد النبيّ الأمّيّ إليّ أنّه لا يحبّني إلّا مؤمن ولا يبغضني إلّا منافق» ، ولقد استوفينا الكلام في المقام في المجلّد الثالث من كتابنا الكلمة التامّة.
٤٥ ـ تأويل (وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ) : روى الطبرسي في الاحتجاج والصدوق في الإكمال ـ واللفظ للثاني ـ بإسناده عن ابن نباتة قال : خرج علينا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ذات يوم ويده في يد ابنه الحسن وهو يقول : خرج علينا رسول الله ويدي في يده ـ هكذا ـ وهو يقول : خير الخلق بعدي وسيّدهم أخي هذا وهو إمام كلّ مسلم ومولى كلّ مؤمن بعد وفاتي ، ألا وإنّي أقول خير الخلق بعدي وسيّدهم إبني هذا وهو إمام كلّ مؤمن بعد وفاتي ، ألا وإنّه سيظلم بعدي كما ظلمت بعد رسول الله ، وخير الخلق وسيّدهم بعد الحسن ابني أخوه الحسين المظلوم بعد أخيه المقتول بأرض كربلا ، أما إنّه وأصحابه من سادة الشهداء يوم القيامة ، ومن بعد الحسين تسعة من صلبه خلفاء الله في الأرض وحججه على عباده ، وأمناؤه على وحيه ، وأئمّة المسلمين وقادة المؤمنين وسادة المتّقين ، وتاسعهم القائم الذي يملأ الله عزوجل به الأرض نورا بعد ظلمتها ، وعدلا بعد جورها ، وعلما بعد جهلها ، والذي بعث أخي محمّدا بالنبوّة واختصّني بالإمامة لقد نزل بذلك الوحي من السماء على لسان الروح الأمين جبرئيل.