ثمّ توفّي في شهر ربيع الآخر سنة ٣٤٧ ، وبويع لأحمد بن محمّد وهو المستعين بن المعتصم فكانت مدّته أربع سنين وشهرا إلى أن خلع وبويع للمعتز بن المتوكّل سنة ٢٥٢ وذلك في اثنين وثلاثين سنة من إمامة أبي الحسن عليهالسلام ثمّ اعتمل أبو الحسن علّة التي توفّي فيها في سنة ٢٥٤ فأحضر أبا محمّد ابنه فسلّم إليه النور والحكمة ومواريث الأنبياء والسلاح وأوصى إليه صلّى الله عليه ثمّ مضى عليهالسلام وقام منفردا بالإمامة ثلاثا وثلاثين سنة وشهورا.
وقال في الدمعة الساكبة : روى عليّ بن بلال أنّ المعتزّ أرسل إلى أبي محمّد فاستدعاه ليعزّيه فركب أبو محمّد وصار إليه فلمّا دخل عليه رحّب به وقرّبه وعزّاه.
وقال في جنّات الخلود : دفن أبو الحسن الثالث عليهالسلام في داره التي هيّئها له المتوكّل وكان عليهالسلام فيها مشتغلا بالعبادة وتلاوة كتاب الله وكتابته فهو مكان شريف ومحلّ منيف يستحبّ فيها الصلاة والدعاء.
دار بحمد الله قد أسّست |
|
على التّقى والشرف الأطهر |
فقل سلام الله وقف على |
|
ذاك الجنان الممرع الأخضر |
من جنّة الخلد شرى أرضها |
|
ومائها من نهر الكوثر |
حلّ بها شخصان من دوحة |
|
أغصانها تنفح من عنبر |
العسكريّان هما ما هما |
|
فطوّل التقريض أو قصّر |
غصنا علاء قمرا سدفة |
|
شمسا نهار فارسا متبر |
* * *
نبذة يسيرة من مراثي الإمام عليّ الهادي عليهالسلام
إنّ الراثين لإمام عليّ الهادي عليهالسلام من الشيعة كثيرون لا يحصون من متقدّمين ومتأخّرين ، ولا ريب أنّ كلّ من رزق منحة قرض الشعر من جهة والولاء الصادق