رواية الإمام عليّ الهادي عليهالسلام في فضائل قم : وروى أيضا في السادس من البحار وكذا مثله صاحب الاختصاص قال : روي عن عليّ بن محمّد العسكري عليهالسلام عن أبيه عن جدّه عن أمير المؤمنين عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لمّا أسري بي إلى السماء الرابعة نظرت إلى قبّه من لؤلؤ لها أربعة أركان ، كلّها من استبرق أخضر ، قلت : يا جبرئيل ، ما هذه القبّة التي لم أر في السماء الرابعة أحسن منها؟ فقال : حبيبي محمّد ، هذه صورة مدينة يقال لها قم تجتمع فيها عباد الله المؤمنون ينتظرون محمّدا وشفاعته للقيامة والحساب ، يجري عليهم الهمّ والغمّ والأحزان والمكاره.
قال : فسألت عليّ بن محمّد العسكري عليهالسلام : متى ينتظرون الفرج؟ قال : إذا ظهر الماء على وجه الأرض.
أقول : أمّا ظهور الماء على وجه الأرض بقم فقد نبعت عين في قديم الزمان في حوالي مسجد جمكران وخربت منها البيوت الكثيرة.
وفي هذا ـ يعني سنة ١٣٥٣ ـ فاض نهر قم الذي هو مشهور عندهم ب «رودخانه» فتراكم الماء فجاء السيل في أواسط الليل وقد أخبر أهالي البلدة بمجيئه ففرّ الناس يمنة ويسرة وسكنوا في أعالي البلدة فجرى كالبحر المتلاطم في الأزقّة والشوارع فخربت منه أكثر من ألفين من الدور والقصور العالية والأبنية الجليلة ، وفسد ما فيها من الأمتعة ، ومات كثير من الحيوانات ، وأمّا الدكاكين والمزارع والحدائق فقد خربت وانهدمت أكثر المساكن ، فكم من غنيّ أصبح محتاجا ، وكم من صاحب قصر أصبح ولا مسكن له. ثمّ إنّ العلّامة الكبير الحجّة الشيخ عبد الكريم اليزدي الذي انتهت رياسة الإماميّة إليه في بلاد العجم وغيرها ـ الآتي ذكره ومآثره في محلّه إن شاء الله ـ أخذ في إصلاح ما أفسده السيل وذلك بمساعدة أولي الثراء من التجّار وغيرهم ، ولا يخفى كثرة نظائره في سائر بلاد ايران والعراق وغيرهما ، ولقد ذكرنا في الجزء الأوّل فيضان دجلة بغداد كثير من السنين