وما ترتّب عليه من الخسائر الفادحة ويحتمل قويّا أن يكون المراد بظهور الماء على وجه الأرض من مصنع أحدثوه جديدا وهو أن يحفروا البئر على طول مأتي مترا وأزيد فينبع الماء من قعر البئر على وجه الأرض كالعين الخرّارة الفوّارة ، وقد رأينا في بلدة قم وغيرها.
وجه تسمية قم : روى المجلسيّ أيضا في الرابع عشر من البحار في باب الممدود من البلدان المذموم منها عن أبي مقاتل الديلمي نقيب الري قال : سمعت أبا الحسن عليّ ابن محمّد يقول : إنّما سمّي قم به لأنّه لمّا وصلت السفينة إليه في طوفان نوح عليهالسلام ، قامت وهو قطعة من بيت المقدس.
أقول : وقد وردت في وجه تسميتها رواية أخرى لا بأس أن نشير إليها وإلى روايات واردة في فضلها ننقلها من الكتاب المذكور في الباب المزبور :
قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : لمّا أسري بي إلى السماء حملني جبرئيل على كتفه الأيمن فنظرت إلى بقعة بأرض الجبل حمراء أحسن لونا من الزعفران وأطيب ريحا من المسك ، فإذا فيها شيخ على رأسه برنس ، فقلت لجبرئيل : ما هذه البقعة الحمراء التي هي أحسن لونا من الزعفران وأطيب ريحا من المسك؟ قال : بقعة شيعتك وشيعة وصيّك عليّ عليهالسلام. فقلت : من الشيخ صاحب البرنس؟ قال : إبليس ، قلت : فما يريد منهم؟ قال : يريد أن يصدّهم عن ولاية أمير المؤمنين عليهالسلام ويدعوهم إلى الفسق والفجور. فقلت : يا جبرئيل ، أهو بنا إليهم ، فأهوى بنا إليهم أسرع من البرق الخاطف والبصر اللامح ، فقلت : قم يا ملعون فشارك أعدائهم في أموالهم وأولادهم ونسائهم ، فإنّ شيعتي وشيعة عليّ ليس لك عليهم سلطان. قال : فسمّيت قم.
وعن عبد الله بن سنان إنّه سأل أبا عبد الله الصادق عليهالسلام وقال له : أين بلاد الجبل فإنّا قد روينا أنّه إذا ردّ إليكم الأمر يخسف ببعضها؟ فقال عليهالسلام : إنّ فيها موضعا يقال له بحر ويسمّى بقم وهو معدن شيعتنا ، فأمّا الري فويل له من جناحيه وإنّ الأمن