وهو عليه أبدا ، فأقام ثلاث سنين يبكر كلّ يوم ، فقال له : قد تشاغل اليوم ، فرح ، فيروح فيقال له : قد سكر فبكّر فيبكّر ، فيقال له : شرب دواء ، فما زال على هذا ثلاث سنين حتّى قتل المتوكّل ولم يجتمع معه عليه.
٤٣ ـ علمه بالغائب في معالجته زيد : وفيه أيضا بسنده عن زيد بن عليّ بن الحسين ابن زيد قال : مرضت فدخل الطبيب عليّ ليلا فوصف لي دواء بليل (١) آخذه كذا وكذا يوما فلم يمكنني فلم يخرج الطبيب من الباب حتّى ورد عليّ نصر بقارورة فيها ذلك الدواء بعينه ، فقال لي : أبو الحسن يقرؤك السّلام ويقول لك : خذ هذا الدواء كذا وكذا يوما ، فأخذته وشربته فبرأت.
قال محمّد بن عليّ : قال لي زيد بن عليّ : يأبى الطاعن أين الغلات من هذا الحديث.
٤٤ ـ إخباره عن وفاة أبيه : وفيه أيضا بسنده عن هارون بن فضل قال : رأيت أبا الحسن عليّ بن محمّد في اليوم الذي توفّي فيه أبو جعفر قال : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، مضى أبو جعفر. فقيل له : وكيف عرفت؟ قال : لأنّه تداخلني ذلّة لله لم أكن أعرفها.
وعلى رواية الطبري الإمامي : فقلت له : كيف تعلم وهو ببغداد وأنت هاهنا بالمدينة؟ فقال : لأنّه تداخلني ذلّة واستكانة لله عزوجل لم أكن أعرفها.
٤٥ ـ علمه بالغائب في قصّة الزنفيلجة : وروى الشيخ الطوسي في الأمالي بسنده عن المنصوري قال : حدّثني عمّ أبي قال : دخلت يوما على المتوكّل وهو يشرب ، فدعاني للشرب ، فقلت : يا سيّدي ، ما شربته قطّ. قال : أنت تشرب مع عليّ بن محمّد! قال : فقلت له : ليس تعرف من في يديك إنّما يضرّك ولا يضرّه ، ولم أعد ذلك عليه.
__________________
(١) بليل على وزن شريف نعت دواء أي يشب بليل ، ويمكن أن يكون بليلة وهو الدواء المعروف. وأخذه كذا وكذا يوما عبارة عن عدد مركّب بالعطف. «نصر» اسم خادمه عليهالسلام. يأبى الطاعن أي يأبى إمامتهم وفضلهم مع ظهور هذه الكرامة والمعجزات.