قال : فلمّا كان يوما من الأيّام قال لي الفتح بن خاقان : قد ذكر الرجل ـ يعني المتوكّل ـ خبر مال يجيء من قم وقد أمرني أن أرصده لأخبره له ، فقل لي من أيّ طريق يجيء حتّى أجتنبه ، فجئت إلى الإمام عليّ بن محمّد عليهماالسلام فصادفت عنده من احتشمه فتبسّم وقال : لا يكون إلّا خيرا ، يا موسى لم لم تنفذ الرسالة الأولى؟ فقلت : أجللتك يا سيّدي. فقال لي : المال يجيء الليلة وليس يصلون إليه.
فبتّ عنده فلمّا كان من الليل وقام إلى ورده قطع الركوع بالسلام فقال لي : قد جاء الرجل ومعه المال وقد منعه الخادم الوصول إليّ ، فاخرج فخذ ما معه ، فخرجت فإذا معه زنفيلجة (١) فيها المال فأخذته ودخلت به إليه ، فقال : قد هات المخنقة التي قالت له القميّة أنّها ذخيرة جدّتها ، فخرجت إليه فأعطانيها فدخلت بها إليه ، فقال : قل له الجبّة التي أبدلتها منها ردّها إليها ، فخرجت إليه فقلت له ذلك ، فقال : نعم ابنتي استحسنتها فأبدلتها بهذه الجبّة وأنا أمضي فأجيء بها ، فقال : أخرج فقل له إنّ الله يحفظ لنا وعليها هاتها من كتفك ، فخرجت إلى الرجل فأخرجها من كتفه ، فغشي عليه ، فخرج إليه عليهالسلام فقال له : قد كنت شاكّا فتيقّنت.
٤٦ ـ الماء الذي وجد مسخونا : وفيه أيضا بسنده عن كافور الخادم قال : قال لي الإمام عليّ بن محمّد عليهالسلام : اترك لي السطل الفلاني في الموضع الفلاني لا تطهر منه للصلاة وأنفذني في حاجة وقال : إذا عدت فافعل ذلك ليكون معدّا إذا تأهّب للصلاة واستلقى عليهالسلام لينام ونسيت ما قال لي وكانت ليلة باردة ، فحسست به وقد قام إلى الصلاة وذكرت أنّني لم أترك السطل ، فبعدت عن الموضع خوفا من لومه وتأمّلت له حتّى يسعى يطلب الإناء ، فناداني نداء مغضب ، فقلت : أنا لله أيش
__________________
(١) الزنفيلجة ـ بكسر الزاء وسكون النون وكسر الفاء وفتح اللام ـ معرب زنبيلة شبيه بالكيف. و «المخنقة» ـ كسر الميم ـ القلادة. و «القمّيّة» اسم امرأة.