قال : فتأدّى الخبر إلى عليّ بن جعفر ، فكتب إلى أبي الحسن عليهالسلام : يا سيّدي ، الله الله فيّ ، فقد والله خفت أن ارتاب ، فوقّع في رقعته : أمّا إذا بلغ بك الأمر ما أرى فسأقصد الله فيك ، وان هذا في ليلة الجمعة فأصبح المتوكّل محموما فازددت عليه حتّى صرخ عليه يوم الاثنين فأمر بتخليته كلّ محبوس عرض عليه اسمه حتّى ذكر هو عليّ ابن جعفر ، فقال لعبيد الله : لم لم تعرض على أمره؟ فقال : لا أعود إلى ذكره أبدا. قال : خلّ سبيله الساعة وسله أن يجعلني في حلّ ، فخلّى سبيله وصار إلى مكّة بأمر أبي الحسن ، فجاور بها ، وبرأ المتوكّل من علّته.
٤٠ ـ استجابة دعائه في اليسع بن حمزة : روى السيّد بن طاوس في مهج الدعوات بسنده عن اليسع بن حمزة القمّي قال : جعل يظلمني عمرو بن مسعدة وزير المعتصم الخليفة وإنّه جاء عليّ بمكروه فظيع حتّى تخوّفت على إراقة دمي وقطع عقبي ، فكتبت إلى سيّدي أبي الحسن العسكري عليهالسلام أشكو إليه ما حلّ بي ، فكتب إليّ : لا روع عليك ولا بأس فادع الله بهذه الكلمات يخلّصك وشيكا ممّا وقعت فيه ، ويجعل لك فرجا فإنّ آل محمّد يدعون بها عند إشراف البلاء وظهور الأعداء وعند تخوّف الفقر وضيق الصدر.
قال اليسع ابن حمزة : فدعوت الله بالكلمات التي كتب إليّ سيّدي بها في صدر النهار ، فو الله ما مضى شطرا حتّى جائني رسول عمرو بن مسعدة ، فقال لي : أجب الوزير ، فنهضت ودخلت عليه ، فلمّا بصر بي تبسّم إليّ وأمر بالحديد ففكّ عنّي والأغلال فحلّت منّي ، وأمرني بخلعة من فاخر ثيابه وأتحفني بطيب ثمّ أدناني وقرّبني وجعل يحدّثني ويعتذر إليّ ، وردّ على جميع ما كان استخرجه منّي وأحسن رفدي وردّني إلى الناحية التي كنت أتقلّدها وأضاف إليها الكورة التي تليها ، ثمّ ذكر الدعاء الذي سيأتي ذكره في محلّه إن شاء الله.
٤١ ـ استجابة دعائه في هلاك رجل : قال المسعودي في إثبات الوصيّة : روي أنّه