بالمنزلة المعروفة المشهورة لما يأخذان به أنفسهما من الطاعة له والشجاعة وقلّة النظير لهما أن يطيعا رسول الله به فيما يدعوهما إليه من دين وجهاد وبذل أنفسهما ومعاداة من عاداه وموالاة من والاه من غير حاجة إليه لا في مال ولا في جاه ولا غيره لأنّ عشيرته أعداء الله وأعدائه ، والمال فليس له مال فلم يبق إلّا الرغبة فيما جاء به من ربّه.
ثمّ قال فخار بن معد قدسسره : فهذا الحديث مرويّ عن الإمام أبي جعفر الباقر عليهالسلام فلقد بيّن حال أبي طالب فيه أحسن تبيين ونبّه على إيمانه أجلّ تنبيه ولقد كان هذا الحديث وحده كافيا في معرفة إيمان أبي طالب أسكنه الله جنّته ومنحه رحمته ، لمن كان منصفا لبيبا عاقلا أديبا.
ثمّ قال : فهذه الأخبار التي اقتصرنا على روايتها هي على إيمان أبي طالب أهدى دليل وإلى معرفة إسلامه أوضح سبيل.
٢٧ ـ بإسناده عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنّة. وقال : إنّ هذا متفق على روايته ومجمع على صحّته ، ثمّ قال : أراد بكافل اليتيم عمّة أبا طالب لأنّه كفله يتيما من أبويه ولم يزل شفيقا عليه.
٢٨ ـ ما في تعليقة كتاب فخار بن معد ، قال : أخرج الحافظ ابن حجر في الإصابة (١) : عن عليّ عليهالسلام لمّا أسلم قال له أبو طالب : الزم ابن عمّك.
وأخرج أيضا عن عمران بن حصين أنّ أبا طالب قال لجعفر ابنه لمّا أسلم : صل جناح ابن عمّك ، فصلّى جعفر مع النبيّ صلىاللهعليهوآله.
قال العلّامة الدحلاني في كتابه أسنى المطالب (٢) بعد أن ذكر الأخبار الصريحة في
__________________
(١) الإصابة ٤ : ١١٦.
(٢) أسنى المطالب : ٧.