وخرق عادة فأرنا آية. قال : ادفع تلك الشجرة وقل لها يقول لك محمّد بن عبد الله اقبلي بإذن الله ، فدعاها فأقبلت حتّى سجدت بين يديه ، ثمّ أمرها بالانصراف فانصرفت ، فقال أبو طالب : أشهد أنّك صادق ، ثمّ قال لابنه عليّ عليهالسلام : يا بني ، الزم ابن عمّك.
٢٤ ـ بإسناده عن الصادق عليهالسلام قال : كان أمير المؤمنين يعجبه أن يروي شعر أبي طالب وأن يدوّن ، وقال : تعلّموه وعلّموا أولادكم فإنّه كان على دين الله وفيه علم كثير.
٢٥ ـ قال : بإسناده عن أبي المهاجر مولى بني نوفل اليماني يقول : سمعت أبا رافع يقول : سمعت أبا طالب بن عبد المطّلب يقول : حدّثني محمّد صلىاللهعليهوآله أنّ ربّه بعثه بصلة الرحم وأن يعبد الله وحده ولا يعبده معه غيره ومحمّد عندي الصادق الأمين.
وبهذا السند ذكره الدحلاني في أسنى المطالب ، وابن حجر العسقلاني في الإصابة(١).
٢٦ ـ بإسناده عن الباقر عليهالسلام إنّه قال : مات أبو طالب بن عبد المطّلب مسلما ومؤمنا. ثمّ قال : وشعره في ديوانه يدلّ على إيمانه ثمّ محبّته وتربيته ونصرته ومعاداة أعدائه صلىاللهعليهوآله وموالاة أوليائه وتصديقه إيّاه فيما جاء به من ربّه وأمره لولديه عليّ وجعفر بأن يسلما ويؤمنا به وبما يدعو إليه ، وأنّه خير الخلق ، وأنّه يدعو إلى الحقّ والمنهاج المستقيم ، وأنّه رسول الله ربّ العالمين ، فثبت ذلك في قلوبهما وحين دعاهما رسول الله أجاباه في الحال وما تلبّسنا لما قد قدرّه أبوهما عندهما من أمره فكانا يتأمّلان أفعال رسول الله صلىاللهعليهوآله فيجدانها كلّها حسنة تدعو إلى سداد ورشاد ، وحسبك إن كنت منصفا منه هذا أن يسمع بمثل عليّ وجعفر ولديه وكانا من قلبه
__________________
(١) الإصابة ٤ : ١١٦ طبع مصر.