يضرّني أن آخذ بالحزن فإن كان من هذا شيء كنت قد أخذت بالحزم ، وإن لم يكن لم يضرّني ذلك.
قال : فركبت إلى دار المتوكّل فاخرجت كلّ ما كان فيها وفرّقت كلّ ما كان لي في داري إلى أقوام أثق بهم ولم أترك في داري إلّا حصيرا أقعد عليه ، فلمّا كانت الليلة الرابعة قتل المتوكّل وسلمت أنا ومالي وتشيّعت عند ذلك فصرت إليه ولزمت خدمته وسألته أن يدعو لي وتواليته حقّ الولاية.
ورواه السيّد المرتضى أيضا في عيون المعجزات ببعض التغيير.
١٩ : حبسه عليهالسلام عند المتوكّل : قال المجلسيّ في المجلّد التاسع من البحار في باب نصوص موسى بن جعفر وسائر الأئمّة عليهمالسلام بالإسناد عن صقر بن أبي دلف قال : لمّا حمل المتوكّل سيّدنا أبا الحسن عليّ بن محمّد جئت أسأل عن خبره ، قال : فنظر إليّ حاجب المتوكّل فأمر أن أدخل عليه ، فقال : يا صقر ، ما شأنك؟ فقلت : خيرا أيّها الأستاذ. فقال : أقعد ، قال : يا صقر ، فأخذني ما تقدّم وما تأخّر ، فقلت في نفسي : أخطأت في المجيء ، ثمّ قال : ما شأنك وفيم جئت؟ قلت : بخير. فقال : لعلّك جئت تسأل عن خبر مولاك؟ فقلت له : ومن مولاي ، مولاي أمير المؤمنين. فقال : أسكت ، مولاك هو الحقّ فلا تحتشمني فإنّي على مذهبك. فقلت : الحمد لله. فقال : تحبّ أن تراه؟ فقلت : نعم. قال : اجلس حتّى يخرج صاحب البريد.
قال : فجلست فلمّا خرج قال لغلامه : خذ بيد الصقر فأدخله إلى الحجرة التي فيها العلويّ المحبوس وخلّ بينه وبينه. قال : فأدخلني الحجرة وأومى إلى بيت فدخلت فإذا هو عليهالسلام جالس على صدر حصير وبحذائه قبر محفور. قال : فسلّمت ، فردّ عليّ السّلام ثمّ أمرني بالجلوس ، فجلست ، ثمّ قال : يا صقر ، ما أتى بك؟ قلت : سيّدي ، جئت لنعرف خبرك. قال : ثمّ نظرت إلى القبر فبكيت فنظر إليّ وقال : يا صقر ، لا عليك ، لن يصلوا إلينا بسوء. فقلت : الحمد لله. ثمّ قلت : يا سيّدي ،