حديث يروى عن النبيّ لا أعرف معناه. فقال : وما هو؟ قلت : قوله صلىاللهعليهوآله : «لا تعادوا الأيّام فتعاديكم في الآخرة» فما معناه؟
قال عليهالسلام : الأيّام نحن ما قامت السماوات والأرض ؛ فالسبت اسم رسول الله ، والأحد اسم أمير المؤمنين ، والاثنين الحسن والحسين ، والثلاثاء عليّ بن الحسين ومحمّد بن عليّ وجعفر بن محمّد ، والأربعاء موسى بن جعفر وعليّ بن موسى ومحمّد بن عليّ وأنا ، والخميس ابني الحسن ، والجمعة ابن ابني وإليه تجمع عصابة الحقّ وهو الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، وهذا معنى الأيّام فلا تعادوهم في الدنيا فتعادوكم في الآخرة. ثمّ قال : ودّع فلا آمن عليك.
وبهذا الإسناد ذكره الصدوق في معاني الأخبار.
العشرون : معالجته عليهالسلام جرح المتوكّل : روى الكليني في الكافي بسنده عن إبراهيم الطاهري قال : مرض المتوكّل من خراج (١) خرج به وأشرف منه على الهلاك فلم يجسر أحد ان يمسّه بحديدة ، فنذرت أمّه إن عوفي تحمل إلى أبي الحسن عليّ بن محمّد عليهالسلام مالا جليلا من مالها ، فقال له الفتح بن خاقان : لو بعثت إلى هذا الرجل فسألته فإنّه لا يخلو أن يكون عنده صفة يفرّج بها عنك ، فبعث إليه ووصف له علّة فردّ إليه الرسول بأن يأخذ كسب (٢) الشاة فيداف (٣) بماء الورد فيوضع عليه.
فلمّا رجع الرسول وأخبرهم أقبلوا يهزؤون ، فقال له الفتح : هو والله أعلم بما قال ، وأحضر الكسب وعمل كما قال ووضع عليه ، فغلبه النوم وسكن ثمّ انفتح وخرج منه ما كان فيه ، فبشّرت أمّه بعافيته ، فحملت إليه عشرة آلاف دينار تحت
__________________
(١) قال في المجمع : الخراج ـ بضمّ معجمة وكسرها وخفّة الراء ـ : ما يخرج في البدن من القروح والورم.
(٢) والكسب ـ بالضمّ والسكون ـ فضلة دهن السمسم وبعرة الشاة.
(٣) والدوف الخلط والبلّ بماء ونحوه.