ح وأخبرنا أبو سعد (١) أحمد بن محمّد بن البغدادي ، وأبو بكر محمّد بن شجاع ، وأبو طاهر محمّد بن إبراهيم بن مكي ، قالوا : أنا محمود بن جعفر بن محمّد ، أنا عمر [بن](٢) أبي الحسين بن أحمد بن جعفر ، أنا إبراهيم بن علي بن السندي.
قالا : نا الزبير بن بكار ، حدّثني سفيان بن عيينة ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه قال :
كان لأهل بدر مجلس من عمر لا يجلسه غيرهم ، قال : وكان علي بن أبي طالب أولهم دخولا ، وآخرهم خروجا ، فلما طعن عمر قال : عن ملأ منكم كان هذا؟ قال علي : ما كان عن ملأ منا ، ولوددنا أنه زيد من أعمارنا في عمرك ، ولم يسمعه منه ـ زاد أحمد بن سليمان : قال الزبير : وعمر بن الخطّاب مصّر الأمصار ، ودوّن العطاء ، ومناقبه كثيرة ، وهو أوّل من أرّخ.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد (٣) ، أنا عفّان بن مسلم ، نا حمّاد بن سلمة ، نا يوسف بن سعد ، عن عبد الله بن جبير (٤) ، عن شدّاد بن أوس ، عن كعب قال :
كان في بني إسرائيل ملك إذا ذكرناه ذكرنا عمر ، وإذا ذكرنا عمر ذكرناه ، وكان إلى جنبه نبي يوحى إليه ، فأوحى الله إلى النبي أن يقول له : اعهد عهدك ، واكتب وصيتك ، فإنك ميّت إلى ثلاثة أيام ، فأخبره النبي صلىاللهعليهوسلم بذلك ، فلمّا كان اليوم الثالث وقع بين الجدر وبين السرير ، ثم جاء إلى ربه فقال : اللهمّ إن كنت تعلم أنّي كنت أعدل في الحكم ، وإذا اختلفت الأمور اتّبعت هواك وكنت وكنت ، فزدني في عمري حتى يكبر (٥) طفلي وتربو أمتي ، فأوحى الله إلى النبي أنه قد قال كذا وكذا ، وقد صدق وقد زدته في عمره خمس عشرة سنة ، ففي ذلك ما يكبر (٦) طفله وتربو أمته ، فلما طعن عمر قال كعب : لئن سأل عمر ربه ليبقينّه الله ، فأخبر بذلك عمر ، فقال : اللهم اقبضني إليك غير عاجز ولا ملوم.
__________________
(١) بالأصل : أسعد ، تصحيف ، والتصويب عن م ، و «ز» ، والسند معروف.
(٢) سقطت من الأصل و «ز» ، واستدركت عن م ، وسقطت منها «أبي».
(٣) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٣ / ٣٥٣.
(٤) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي ابن سعد : عبد الله بن حنين.
(٥) بالأصل وم و «ز» : يكثر طفلي ، والمثبت عن ابن سعد.
(٦) بالأصل وم و «ز» : يكثر طفله ، والمثبت عن ابن سعد.