الرّحمن : اجعلوه إليّ والله عليّ ، لا آلوا عن أفضلكم ، قالا : نعم ، فخلا بعليّ ، فقال : لك من القدم في الإسلام والقرابة ما قد علمت ، الله عليك لئن أمرتك لتعدلنّ ، ولئن أمّرت عليك لتسمعنّ ولتطيعنّ ، قال : ثم خلا بالآخر ، فقال له مثل ذلك ، فلما أخذ الميثاق قال لعثمان : ارفع يديك فبايعه ، ثم بايع له علي ، ثم ولج أهل الدار ، فبايعوه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو الحسن علي بن المبارك بن علي بن الفاعوس ، قالا : أنا عبد الباقي بن محمّد بن غالب ، أنا أحمد بن محمّد بن عمران ، نا محمّد بن أحمد الشلاثائي ، نا عبدة ، نا عبد الصمد ، نا شعبة ، نا سليمان بن المغيرة ، نا عمرو (١) بن ميمون قال : سمعت عمر يقول لما طعن : (وَكانَ أَمْرُ اللهِ قَدَراً مَقْدُوراً)(٢).
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ ، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار ، نا أبو حفص الفلّاس ، نا وكيع ، نا الأعمش ، عن إبراهيم التيمي عن عمرو بن ميمون قال : رأيت عمر يوم طعن وعليه ثوب أصفر ، فخرّ ، وهو يقول : (وَكانَ أَمْرُ اللهِ قَدَراً مَقْدُوراً).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٣) ، أنا أبو معاوية الضرير ، نا الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن عمرو بن ميمون قال :
لما طعن عمر تلك الطعنة انصرف وهو يقول : (وَكانَ أَمْرُ اللهِ قَدَراً مَقْدُوراً) قال : فطلبوا القاتل ، وكان عبدا للمغيرة بن شعبة ، وكان في يده خنجر له طرفان ، قال : فجعل لا يدنو منه أحد إلّا طعنه ، فجرح ثلاثة عشر رجلا ، فأفلت (٤) أربعة ومات تسعة ، أو أفلت (٥) تسعة ومات أربعة.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل ، أنا أبو منصور بن شكرويه ، أنا أبو بكر بن مردويه ، أنا أبو بكر الشافعي ، نا معاذ بن المثنى ، نا مسدّد ، نا عبد الله بن داود ، عن
__________________
(١) في «ز» : «عمر بن ميمون» تصحيف.
(٢) سورة الأحزاب ، الآية : ٣٨.
(٣) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٣ / ٣٤٨.
(٤) في الأصل وم : «فأقلب» والصواب عن «ز» ، وابن سعد.
(٥) في الأصل وم : «أقلب» والتصويب عن «ز» ، وابن سعد.