فترة (١) اجتماع هذه الأسباب مع معرفته بمكان طلحة والزبير من المسلمين وعائشة من المؤمنين حتى أظهر على إنكارهم (٢) أن يكون الأمر له ، وأن لا تكون الخلافة لغيره ، وذلك بعد أن أشار المغيرة بن شعبة ، وهو أحد دهاة الأمة ، على عليّ أن يقرّ معاوية على الشام إلى أن تجتمع الأمة عليه ، فأبى قبول ذلك من المغيرة ، ورأى أن ذلك لا يسعه ، ولم يرض بمعاوية أميرا ، ولم يره المسلمون خليفة ، حتى اعتزل عنه المغيرة ، ولحق بقومه بالطائف لمّا غمط عليّ رأيه هذا مع قعود عقيل بن أبي طالب ، وهو شقيقه وأخوه لأبيه وأمّه عن علي ، ولم يساعده يومئذ حتى تبين له الحق بعد ذلك ، وعلم أنّ الحق مع علي ، فكتب إليه يعرض نفسه عليه ، فأبى عليّ أن يقبل ذلك منه ، ولم يعذره في قعوده عنه ، وكتب إليه : أن لا حاجة له به ، والله أعلم.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أحمد بن عبد الرحيم بن أحمد الحاكم ، وعبد الرّحمن بن علي بن محمّد الشاهد ، قالا : أنا يحيى بن إسماعيل بن يحيى ، نا مكي بن عبدان ، نا أحمد بن حفص ، حدّثني أبي ، حدّثني أبو بكر الهذلي ، عن محمّد بن سيرين ، عن عبيدة ، عن علي بن أبي طالب.
أنّ رجلا شتم أبا بكر وعمر ، فبعث إليه علي ، وجعل يتنقصه ما عدوه (٣) ، قال : والذي نفسي بيده لو أقررت لألقيت منك شعرك (٤).
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السّقّا ، وأبو محمّد بن بالوية قالا : نا عباس بن محمّد ، نا يحيى ، نا عبد الرّحمن بن مهدي ، عن ابن المبارك ، عن معمر ، عن عبد الكريم الجزري ، عن أبي عبيدة قال :
سأل (٥) سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل عبد الله : مات رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأين هو؟ قال : في الجنة ، قال : فأين أبو بكر؟ قال : الأوّاه عند كل خير يبتغى ، قال : فعمر؟ قال : إذا ذكر الصالحون فحيّا هلا بعمر.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي ، أنا محمّد بن
__________________
(١) بالأصل وم : مبره ، والمثبت عن «ز».
(٢) في م و «ز» : انكاره.
(٣) كذا رسمها بالأصل وم ، وفي «ز».
(٤) كتب بعدها في «ز» : إلى.
(٥) بالأصل : سألت ، والمثبت عن م و «ز».