جهنم ، قال : فقام عبد الله وقد تغيّر لونه ، حتى أتى والده عمر. فقال : يا أبة أما سمعت ما قال ابن سلام لي؟ قال : وما قال لك يا بني؟ قال : قال لي : قم يا ابن قفل جهنم ، قال : فقال عمر : الويل لعمر إن كان بعد عبادة أربعين سنة ، ومصاهرته لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وقضاياه بين المسلمين بالاقتصاد أن يكون مصيره إلى جهنم؟ حتى ـ يعني ـ يكون قفلا لجهنم؟ قال : ثم قام وتقنّع بطيلسان له ، وألقى الدّرّة على عاتقه ، فاستقبله عبد الله بن سلام ، فقال له عمر : يا ابن سلام ، بلغني أنك قلت لابني : قم يا ابن قفل جهنم؟ قال : نعم ، قال عمر : وكيف علمت أنّي في جهنم حتى أكون قفلا ، قال : معاذ الله يا أمير المؤمنين أن تكون في جهنم ولكنك قفل جهنم ، قال : وهل يكون أحد لا يكون في جهنم وهو قفل لجهنم؟ قال : نعم ، قال : وكيف ذلك؟ قال : إنّه أخبرني أبي ، عن آبائه عن موسى بن عمران عن جبريل عليهالسلام أنه قال : يكون في أمّة محمّد صلىاللهعليهوسلم رجل يقال له عمر بن الخطاب أحسن الناس دينا وأحسنهم يقينا ، ما دام بينهم ، الدين عالي (١) ، والدين فاش (٢) واستمسك بالعروة الوثقى من الدين ، فجهنم مقفلة ، فإذا مات عمر يرقّ الدين ، ويقلّ اليقين ، وتقل أعمار الصالحين ، وافترق الناس على فرق من الأهواء ، وفتحت أقفال جهنم ، فيدخل في جهنم من (٣) الآدميين كثير.
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصّوّاف ، نا الحسن بن علي القطّان ، نا إسماعيل بن عيسى العطّار قال : قال إسحاق بن بشر ، أنا إبراهيم بن طهمان ، عن عبّاد بن إسحاق ، عن الزهري ، عن سالم بن عبد الله ، عن أبيه قال : قال كعب وهو عند عمر : ويل لملك الأرض من ملك السماء ، فقال عمر : إلّا من حاسب نفسه ، فقال كعب : إنك مصراع الفتنة.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٤) ، أنا محمّد بن عمر ، حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم المري عن عيسى بن أبي عطاء عن أبيه قال : قال أبو عبيدة بن الجرّاح يوما وهو يذكر عمر فقال :
إن مات عمر رقّ الإسلام ، ما أحبّ أن لي ما تطلع عليه الشمس أو تغرب وإنّي أبقى
__________________
(١) كذا بالأصل وم : «عالي» وسقطت اللفظة من «ز».
(٢) بدون إعجام في الأصل ، وغير واضحة في م و «ز» ، واللفظة مثبتة عن المختصر.
(٣) «من الآدميين» سقطتا من «ز».
(٤) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٣ / ٣٧٢.