أمير المؤمنين ، قال : ما هذه الإبل؟ قلت : أنا .... (١) اشتريتها وبعثت بها إلى الحمى أبتغي ما يبتغي المسلمون قال : فقال : ارعوا إبل ابن أمير المؤمنين ، اسقوا [(٢) إبل ابن أمير المؤمنين] ، يا عبد الله بن عمر ، اغد على رأس مالك واجعل باقيه في بيت مال المسلمين.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر محمّد بن العباس ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد (٣) ، أنا محمّد بن عمر ، حدّثني أسامة بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن جده قال : سمعت عمرو بن العاص يوما ـ وذكر عمر فترحم عليه ثم ـ قال :
ما رأيت أحدا بعد نبي الله صلىاللهعليهوسلم وأبي بكر أخوف لله من عمر ، لا يبالي على من وقع الحق ، على ولد أو والد ، ثم قال : والله إنّي لفي منزلي ضحى بمصر ، إذ أتاني آت فقال : قدم [عبد الله و](٤) عبد الرّحمن ابنا عمر غازيين فقلت للذي أخبرني : أين نزلا؟ فقال : في موضع كذا وكذا ، لأقصى مصر ، وقد كتب إليّ عمر : إياك أن يقدم عليك أحد من أهل بيتي فتحسبوه بأمر لا تصنعه بغيره ، فأفعل بك ما أنت أهله ، فأنا لا أستطيع أن أهدي لهما ، ولا آتيهما في منزلهما للخوف من أبيهما ، فو الله إنّي لعلى ما أنا عليه إلى أن قال قائل : هذا عبد الرّحمن بن عمر وأبو سروعة على الباب يستأذنان ، فقلت : يدخلان ، فدخلا وهما منكسران ، فقالا : أقم علينا حدّ الله ، فإنا قد أصبنا البارحة شرابا فسكرنا ، قال : فزبرتهما (٥) وطردتهما ، فقال عبد الرّحمن : إنّ لم تفعل أخبرت أبي ، إذا قدمت عليه قال فحضرني رأي وعلمت أنّي إن لم أقم عليهما الحدّ غضب عليّ عمر في ذلك وعزلني ، وخالفه ما صنعت ، فنحن على ما نحن عليه إذ دخل عبد الله بن عمر ، فقمت إليه فرحّبت به وأردت أجلسه على صدر مجلسي ، فأبى عليّ ، وقال : إنّ أبي نهاني أن أدخل عليك إلّا أن لا أجد بدّا ، وإنّي لم أجد بدا من الدخول عليك ، إن أخي لا يحلق على رءوس الناس أبدا ، فإما الضرب فاصنع ما
__________________
(١) بياض بالأصل مقدار كلمة ، والكلام متصل في م و «ز».
(٢) ما بين الرقمين استدرك على هامش «ز» ، وبعده صح.
(٣) بالأصل : «أبو بكر» تصحيف.
(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك لاستكمال المعنى عن م ، و «ز».
(٥) تقرأ بالأصل : «فردهما وطرد بهما» ومثله في م ، وفي «ز» : «فزجر وطرد بهما» وفي المختصر : «فنهرهما وطردهما» والمثبت عن المطبوعة.