كنت عند عمر بن الخطاب فأتاه رجل مسمّن مخصب في العين فقال : يا أمير المؤمنين هلكت وهلك عيالي ، ثم يحدث عن نفسه فقال : لقد رأيتني وأختا لي نرعى على أبوينا ناضحا لهم ، قد ألبستنا أمنا ثقيبة (١) لنا ، وزوّدتنا من الهبيد (٢) يمينتيها (٣) ، فنخرج بناضحنا فإذا طلعت الشمس [ألقيت](٤) النقيبة إلى أختي ، وخرجت أسعى عريانا فترجع أمّنا وقد جعلت لنا لفيتة من ذلك الهبيد فيا خصباه (٥).
قال : ثم قال : أعطوه ربعة من نعم الصدقة ، قال : فخرجت يتبعها ظئران لها قال : فما حسدت أحدا ما حسدت ذلك الرجل ذلك اليوم.
قال : وأنا عبيد ، نا أزهر بن حفص ، نا فيل (٦) بن عرادة ، عن جراد بن طارق (٧) ، عن عمر نحو ذلك.
أخبرتنا أمة العزيز شكر (٨) بنت أبي الفرج سهل بن بشر (٩) الإسفرايني ـ بدمشق ـ قالت : أنا أبو الفرج نا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن نصر الحكيمي ـ من لفظه ـ نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن إسماعيل المهندس ، نا أبو يعلى حمزة بن إبراهيم بن أيوب العباسي ، نا علي بن أبي ثابت ـ بسرّ من رأى ـ سنة تسع وأربعين وكان يعرف بثبيت (١٠) أنا أبو عبيد القاسم بن سلّام ، نا يزيد بن هارون ، عن الصّعق بن حزن ، عن فيل بن عرادة عن جراد بن نشيط قال :
كنت عند عمر بن الخطّاب فجاءه رجل مسمّن مخصب في العين فقال : يا أمير المؤمنين هلكت وهلك عيالي ، فجعل عمر يصعد فيه البصر ويصوبه ثم قال : يجيء
__________________
(١) في غريب الحديث : «نقبتها» بدل نقيبة لنا.
(٢) الهبيد : الحنظل.
(٣) بالأصل : «يمتر منها» وفي م : «نمتر منها» ، وفي «ز» : «تمتار منها» والمثبت عن غريب الحديث للهروي.
(٤) سقطت من الأصل ، واستدركت عن «ز» ، وغريب الحديث للهروي.
(٥) بالأصل : «مما حصاه» وإعجامها في م و «ز» مضطرب ، والمثبت عن غريب الهروي ، وفي المختصر : فما خضناه.
(٦) بالأصل : «قيل بن عرارة» والمثبت عن م ، وفي «ز» : مكان : «فيل» بياض.
(٧) هو جراد بن نشيط المتقدم ، انظر ما مرّ بشأنه عن الاكمال.
(٨) بالأصل وم و «ز» : سكر.
(٩) بالأصل وم و «ز» : «بشير» تصحيف ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٩ / ١٦٢.
(١٠) بالأصل وم : «ست» وفي «ز» : «تعت» والمثبت عن المطبوعة.