الحسن اللّنباني (١) ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا عبد الرّحمن بن صالح الأزدي ، نا إسماعيل بن عياش ، عن محمّد بن يزيد الرحبي ، ومحمّد بن الحجّاج الخولاني عن عروة بن رويم اللّخمي ، قال :
كتب عمر بن الخطّاب إلى أبي عبيدة بن الجرّاح : [كتابا : فقرأه على اناس بالجابية : من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى أبي عبيدة بن الجراح :](٢) سلام عليكم ، أما بعد ، فإنه لم يقم أمر الله في الناس إلّا حصيف (٣) العقدة بعيد الغرّة ، لا يطلع الناس منه على عورة ، ولا يحنق (٤) في الحق على جرّة ، ولا يخاف في الله لومة لائم ، والسلام عليكم.
قال (٥) : وكتب عمر إلى أبي عبيدة :
أما بعد ، فإنّي كتبت إليك بكتاب (٦) لم آلك ونفسي فيه خير ، الزم خمس خصال يسلم لك دينك وتحظى بالفضل ، حظك (٧) : إذا حضرك الخصمان ، فعليك بالبيّنات العدول (٨) والأيمان القاطعة ، ثم أدن الضعيف حتى ينبسط لسانه ، ويجترئ قلبه ، ويعاهد الغريب ، فإنه إذا طال حبسه ترك حاجته ، وانصرف إلى أهله ، وإذا الذي أبطل حظه من لم يرفع به رأسا ، واحرص على الصلح ما لم يتبين لك القضاء ، والسلام عليك.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو عبد الله الصّنعاني ، نا إسحاق بن إبراهيم ، أنا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن ابن (٩) طاوس ، عن أبيه.
__________________
(١) تقرأ بالأصل : النسائي ، وفي م : «اللبانى» وفي «ز» : «أنبأني» وكله تصحيف ، والصواب ما أثبت وضبط ، والسند معروف.
(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل و «ز» ، والمثبت عن م.
(٣) بالأصل : «خصيف» وفي «ز» : «عصيف» والمثبت عن م. والحصيف : قال في تاج العروس بتحقيقنا : رجل حصيف : محكم العقل ، متين الرأي ، على النسب. وكل محكم لا خلل فيه : حصيف.
(٤) تقرأ بالأصل و «ز» : تحب ، وفي م : يحب ، والمثبت الصواب عن تاج العروس بتحقيقنا : حنق ، وجاء فيها :
ومنه قول عمر رضياللهعنه : «لا يصلح هذا الأمر إلّا لمن لا يحنق على جرته» أي لا يحقد على رعيته. وأصل ذلك : أن البعير يقذف بجرته وإنما وضع موضع الكظم من حيث إن الاجترار ينفخ البطن ، والكظم بخلافه ، فيقال : ما يحنق فلان على جرة : إذا لم ينطو على حقد ودغل.
(٥) كتبت «قال» فوق الكلام بين السطرين في «ز».
(٦) كتبت «كتاب» فوق الكلام بين السطرين في «ز».
(٧) بالأصل وم : حطط ، والمثبت عن «ز».
(٨) بالأصل : لعدول ، والمثبت عن م و «ز».
(٩) سقطت «ابن» من «ز» ، ووجودها ضروري.