ولي أبو بكر سنتين لم يكن فيهما مال ، إنّما كانت جهادا كلها ، وولي عمر بن الخطاب عشر سنين ، ففتح الله على يديه الفتوح.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو حازم عمر بن أحمد العبدوي الحافظ ، أنا أبو الفضل محمّد بن عبد الله بن خميرويه ، نا أحمد بن نجدة ، نا سعيد بن منصور ، نا سفيان ، نا أيوب ، عن محمّد بن سيرين ، عن الأحنف بن قيس (١) قال :
كنا بباب عمر بن الخطّاب ننظر أن يؤذن لنا ، فخرجت جارية ، فقلنا : سرّية أمير المؤمنين ، فسمعت ، فقالت : ما أنا بسرّيّة أمير المؤمنين ، وما أحلّ له ، إني لمن مال الله قال : فذكر ذلك لعمر ، فدخلنا عليه فأخبرناه بما قلنا ، وبما قالت ، فقال : صدقت ، ما يحلّ لي ، وما هي بسرّيّة ، وإنها لمن مال الله عزوجل ، وسأخبركم بما أستحل من هذا المال ، أستحل منه حلّتين : حلّة للشتاء ، وحلة للصيف (٢) ، وما يسعني لحجّتي وعمرتي ، [وقوتي](٣) وقوت أهل بيتي ، وسهمي مع المسلمين كسهم رجل ، لست بأرفعهم ولا بأوضعهم.
أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم ، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن ، أنا جعفر بن عبد الله ، نا محمّد بن هارون ، أنا خالد بن يوسف بن خالد ، أبو الربيع السّمتي ، نا أبو عوانة ، عن عاصم (٤) ، عن رجل من الأنصار ، عن خزيمة بن ثابت من أهل المدينة عن عمر.
أنه كان إذا استعمل عاملا كتب [إليه](٥) كتابا ، واشترط عليه أن لا يركب برذونا ، ولا يأكل نقيا ، ولا يلبس رقيقا ، ولا يغلق بابه دون حوائج الناس وما يصلحهم ، فإن فعل فقد حلّت عليه العقوبة ، ويشهد عليه المهاجرون والأنصار.
أخبرنا أبو القاسم الشحامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو عبد الله الصّنعاني ، نا إسحاق بن إبراهيم ، أنا عبد الرزّاق ، عن معمر ، عن عاصم بن أبي النجود.
__________________
(١) راجع طبقات ابن سعد ٣ / ٢٧٥ وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص ١٤٩.
(٢) حلة في الشتاء وحلة في القيظ.
(٣) الزيادة عن ابن سعد.
(٤) هو عاصم بن أبي النجود ، ومن طريقه رواه الذهبي في تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص ٢٦٦ ، وانظر تاريخ الخلفاء للسيوطي ص ١٥٠.
(٥) سقطت من الأصل واستدركت عن «ز» ، وم ، وفي تاريخ الإسلام : كتب له واشترط عليه.