العاص استأذن لنا على أمير المؤمنين ، قال : فقال لهما عمرو : أنتما والله أصبتما اسمه ، قال : ثم دخل على عمر ، فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ، قال : فقال له عمر : يا ابن العاص ما بدا لك في هذا الاسم؟ لتخرجنّ مما قلت ، قال : نعم ، قدم لبيد بن ربيعة ، وعدي بن حاتم ، فقالا لي : استأذن لنا على أمير المؤمنين ، فقلت لهما : أنتما والله أصبتما اسمه ، فأنت الأمير ونحن المؤمنون ، قال : فجرى الكتاب من ذلك اليوم.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (١) ، نا عفان بن مسلم ، ووهب بن جرير ، قالا : نا جرير بن حازم قال : سمعت حميد بن هلال قال : حدّثنا من شهد وفاة أبي بكر الصّدّيق ، فلما فرغ عمر من دفنه نفض يده عن تراب قبره ثم قام خطيبا مكانه ، فقال : إنّ الله ابتلاكم بي وابتلاني بكم ، وأبقاني فيكم بعد صاحبيّ ، فلا والله لا يحضرني شيء من أمركم فيليه أحد دوني ولا يتغيب عني ، فآلو فيه من أهل الجزء والأمانة ، ولئن أحسنوا لأحسنن إليهم ، ولئن أساءوا لأنكلنّ بهم ، قال الرجل : فو الله ما زال عن ذلك حتى فارق الدنيا.
قال : ونا ابن سعد (٢) ، نا أسباط بن محمّد ، عن أشعث عن الحسن قال فيما يظنّ : إنّ أول خطبة خطبها عمر حمد الله ، وأثنى عليه ثم قال : أما بعد ، فقد ابتليت بكم ، وابتليتم بي ، وخلفت فيكم بعد صاحبي ، فمن كان بحضرتنا باشرناه بأنفسنا ومهما غاب عنا ولّينا أهل القوة والأمانة ، فمن يحسن نزده حسنا ومن يسيء نعاقبه ، ويغفر الله لنا ولكم.
أخبرنا أبو القاسم العلوي ، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف ، أنا الحسن (٣) بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا محمّد بن إسحاق المسوحي ، نا الحمّاني ، عن مجالد ، عن الشعبي قال :
لما ولي عمر بن الخطّاب صعد المنبر ، فقال : ما كان الله ليراني أن أرى نفسي أهلا لمجلس أبي بكر ، فنزل مرقاة ، فحمد الله ، وأثنى عليه ، ثم قال : اقرءوا القرآن تعرفوا به ، واعملوا به تكونوا من أهله ، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا ، وترقبوا للعرض الأكبر يوم
__________________
(١) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٣ / ٢٧٥.
(٢) طبقات ابن سعد ٣ / ٢٧٤.
(٣) بالأصل و «ز» : الحسين بن إسماعيل ، تصحيف ، والمثبت عن م.