أستاذنا وسنادنا
وعمادنا سيّدنا الإمام ، رئيس الإسلام ، نائب الإمام عليهالسلام ، مجدّد الأحكام ، أستاذ حجج الإسلام ، آية الله على
الأنام ، محيي شريعة سيّد الأنام ، مميت بدع الظلام ، قائد الملّة والمذهب والدين
بأقوم نظام ، وأقوى زمام ، تعجز والله عن إحصاء مزاياه الأقلام ، ويضيق عن شرحها
فم الكلام ، وما عسى أن أقول في معزّ الدين ، ومحيي آثار أجداده الأئمّة الراشدين
، وحجّتهم البالغة الدامغة على أعداء الدين ، ومربّي المجتهدين ، وناصر المؤمنين ،
وقامع يد الكافرين عن دولة المسلمين ، وناشر الأحكام في العالمين ، وأبي الأرامل
واليتامى والمساكين ، ومن كان الناس في ظلّه راقدين ، وأهل العلم في كنفه آمنين ،
سيّد تهابه الملوك والسلاطين ، وأنّى لي بوصف آية الله من المجتهدين ، وخليفة خاتم
الأئمّة المعصومين وحجّته في الأرضين ، وأفضل المتقدّمين والمتأخّرين ، من الفقهاء
والمحدّثين والحكماء والمتكلّمين والمحقّقين من الأصوليّين ، وجميع المتفنّنين
حتّى النحويّين والصرفيّين ، فضلا عن المفسّرين والمنطقيّين والمتطبّبين ؛ لا
يضاهيه أحد في غوره وفكره ، وتحقيقه وتدقيقه ، وتأسيسه ، ولا في اعتدال السليقة ،
إذا تكلّم في فقه الحديث رأيته على أعدل استقامة في العرفيّات وحفظ الوجدنيّات
كأنّه لم يشمّ رائحة الدقّة ، وإذا تكلّم في غوامض المسائل وعوائص المطالب تراه
الفيلسوف الدقيق يشقّ الشعرة ويدرك الذرّة.
له الأفكار الأبكار
التي لم يهتد إليها المضطلعون ، ولا حام حولها المحقّقون ، قد فتح الله سبحانه له
باب فهم المسائل ، وهداه إلى كيفيّة الوصول إلى حقيقة الحقائق ، وإذا قسمت أنظاره
وتحقيقاته وتنبيهاته في علم إلى أنظار كلّ محقّق في ذلك العلم تجدها كالقمر البازغ
في النجوم ، لم تر عين الزمان مثل دقائق أفكاره ، وصفايا آثاره وأنظاره ، لم يسبقه
أحد إليها ، ولا حام طائر فكر فقيه قبله عليها ، كان قدّس الله روحه إذا أراد
تدريس كتاب من أبواب الفقه بحث عن مشكلات مسائله وترك