ذات نفس قدسيّة فبلغ مرتبة اليقين ، وكان من العلماء الربّانيّين.
قال : وحدّثني أنّه رأى أمير المؤمنين عليهالسلام بالطيف وسأل منه عن حال نفسه ومكان دفنه ، فبشّره بالخير ، وقال له : إنّك تدفن عند ولدي الغريبين بسرّ من رأى ، وكان كما أخبره به ، فمرض في النجف مدّة فتشرّف إلى سامرّاء لتغيير الهواء فاشتدّ مرضه وكنت أمرّضه فلمّا حضره الموت أمرني بتوجيهه إلى القبلة وتبديل رجليه ويديه ، فلمّا اطمئأنّ من تعديل استقباله أمرني بقرائة يس والصافّات فقرأتهما ثمّ شرعت في دعاء العديلة ففاضت روحه إلى رضوان الله ، ودفن بوصيّة منه في الصحن الشريف ممّا يلي رجلي الإمامين تحت الميزاب الجاري من سطح الروضة البهيّة ، وكانت وفاته يوم الخميس الثاني من شهر جمادى الأولى سنة ١٣٤٤.
أقول : تشرّفت بخدمته كرارا ورأيته كما وصفه ، وكنت حاضرا حين احتضاره في دار شيخنا صاحب الذريعة فرأيته مبتسما ، وكانت نيابة تولية مدرسة الصدر في النجف بيده.
السادس منهم :
الفاضل الآقا رضا الحائري المعروف ب «كتابفروش» ، كان من الفضلاء الأعلام ، تشرّف إلى سامرّاء سنين مستفيدا من بحث سيّدنا الميرزا الكبير إلى أن توفّي في سامرّاء في سنة نيّف وثلاثمائة بعد الألف ودفن في زاوية الصحن الشريف قرب الشبّاك الذي كان للسرداب المقدّس ، وابنه السيّد عبد المجيد توفّي في كربلاء وهو صاحب كتاب «ذخيرة الدارين في ترجمة أصحاب الحسين» طبع في النجف ، فيه من الأغلاط والاشتباهات شيء كثير.