تحقّقت شؤونها كيفما نشأت ، وفي أيّ قطر نبعت ، ألا وهم العلماء ، فأحببت عرضه على الكلّ وإن كان عنوانه خاصّا.
حبر الأمّة ، وبارقة أنوار الأئمّة ، دعامة عرش الدين ، واللسان الناطق عن الشرع المبين ، الحاج ميرزا محمّد حسن الشيرازي صان الله به حوزة الإسلام ، وردّ به كيد الزنادقة اللئام ، ولقد خصّك الله بالنيابة العظمى عن الحجّة الكبرى ، واختارك من العصابة الحقّة وجعل بيدك أزمّة سياسة الأمّة بالشريعة الغرّاء ، وحراسة حقوقها بها ، وصيانة قلوبها عن الزيغ والارتياب فيها ، وأحال إليك من بين الأنام وأنت وارث الأنبياء مهامّ أمور تسعد بها الملّة في دارها الدنيا ، وتحظى بها في العقبى ، ووضع لك أريكة الرياسة العامّة على الأفئدة والنهى ، إقامة لدعامة العدل ، وإنارة لحجّة الهدى ، وكتب عليك بما أولاك به من السيادة على خلقه حفظ الحوزة والذود عنها والشهادة دونها على سنن من مضى ، وإنّ الأمّه من قاصيها ودانيها ، وحاضرها وباديها ، ووضيعها وعاليها ، قد أذعنت لك بهذه الرياسة السامية الربّانيّة جاثية على الركب ، خارة على الأذقان ، تطمح نفوسها إليك في كلّ حادثة تعروها ، وتطل بصائرها إليك في كلّ مصيبة تمسّها ، وهي ترى أنّ خيرها وسعدها منك ، وأنّ فوزها ونجاتها بك ، وإنّ أمنها وأمانيّها فيك ، فإذا لمح منك غضّ نظر ، أو نأيت بجانبك لحظة ، وأهملتها وشأنها لمحة ، ارتجفت أفئدتها ، وانتكثت عقائدها ، وزاغت أبصارها ، وانهدّت دعائم إيمانها.
نعم ، لا برهان للامّه فيما دانوا إلّا الاستقامة الخاصّة فيما أمروا ، فإن وهن هؤلاء في فريضة أو قعد بهم الضعف عن إماطة منكر اعتور أولئك الظنون والأوهام ، ونكص كلّ على عقبه مارقا عن الدين القويم ، حائدا عن الصراط المستقيم.
وبعد هذا وذاك وذلك أقول : إنّ الأمّة الإيرانيّة بما دهمها من عراقيل الحوادث التي آذنت باستيلاء الضلال على بيت الدين وتطاول الأجانب على حقوق