ثمّ أخذ في تجهيز الشاه بعد ما ختم جميع بيت القصر واحتاط على ما فيها. ويقال : إنّه لمّا أرادوا تغسيله احتاجوا إلى ستّارة يضعونها على باب الغرفة التي غسل فيها فلم يجدوا لأنّ غرف القصر كانت كلّها مختومة فأخذوا ستّارة باب المطبخ ووضعوها على باب الغرفة ودفنه في غرفة خاصّة قرب مرقد السيّد عبد العظيم ووضعت على قبره صخرة كبيرة من الرخام منحوت عليها مثاله.
وأعقب ناصر الدين سبعة عشر ولدا ذكرا وعشرين بنتا ، ومن مشاهير أولاده ظلّ السلطان مسعود ميرزا ومظفّر الدين شاه وليّ عهده ونائب السلطنة كامران ميرزا.
وممّا وقع في عصره المسألة الدخانيّة التي ستقرأ قصّتها ،
[السيّد جمال الدين الأفغاني]
وكان ممّن عارض السلطان ناصر الدين شاه وشدّد النكير عليه في إعطائه امتياز التنباك لا نكلترا السيّد جمال الدين الأفغاني فأخرجه ناصر الدين شاه من ايران ، فلمّا وصل إلى البصرة في سنة ١٣٠٨ كتب إلى سيّدنا الإمام الكبير الشيرازي قدسسره كتابا بليغا يستفزّه في ذلك ويستصرخه ويستنجد به بأنواع العبارات المهيّجة والمؤثّرة في النفوس ، وقد شاع هذا الكتاب في وقته ووصلت نسخته إلى النجف.
قال العلّامة السيّد محسن العاملي : كنت في النجف وقرأناه وقرأه الناس وقد نشرت صورة الكتاب في بعض أعداد العرفان الصيداويّة ولكن الإمام الشيرازي لم يظهر منه شيء في هذا الباب من أجل هذا الكتاب ، وهذه صورته :
كتاب السيّد جمال الدين الأفغاني لسيّدنا الإمام الكبير الشيرازي رحمهالله
بسم الله الرحمن الرحيم ، حقّا أقول أنّ هذا الكتاب خطاب إلى روح الشريعة المحمّديّة أينما وجدت وحيثما حلّت ، وضراعة تعرضها الأمّة على نفوس زكيّة