الحفظ سواء غير أنّ أبا بكر أصحّ كتابا.
قلت لأبي : أبو بكر أو عبد الله بن بشر الرقّي؟ قال : أبو بكر أحفظ منه وأوثق.
وذكره ابن حبّان في الثقات ، وهو من مشهوري مشايخ الكوفة وقرّائهم.
قال إبراهيم بن أبي بكر بن عيّاش : لمّا نزل بأبي الموت قال : يا بني ، إنّ أباك لم يأت فاحشة قطّ وإنّه يختم القرآن من ثلاثين سنة كلّ يوم مرّة ، وكان يقول : أنا نصف الإسلام ، وكان جليلا ، مات هو وهارون الرشيد في شهر واحد.
أقول : وعلى هذا توفّي في أربع ليال خلون من جمادى الآخرة سنة ١٦٣ لأنّ هارون الرشيد توفّي في هذا التاريخ على ما ذكره المسعودي في مروج الذهب.
أخباره :
نقل في أعيان الشيعة عن تهذيب التهذيب ، عن يحيى الحماني وبشر بن الوليد الكندي قالا : سمعنا أبا بكر بن عيّاش يقول : جئت ليلة إلى زمزم فاستقيت منه دلوا لبنا وعسلا ، ثمّ ذكر أخبارا تشهد بتسنّنه ، اللهمّ إلّا أن يقال إنّه ذكرها تقيّة.
قال يحيى بن آدم : لمّا قدم الرشيد الكوفة نزل الحيرة ثمّ بعث إلى أبي بكر بن عيّاش فحملناه إليه وكنت أنا أقوده بعد ذهاب بصره ، فلمّا انتهينا إلى باب الخليفة ذهب الحجّاب يأخذون أبا بكر منّي ، فأمسك أبو بكر بيدي وقال : هذا قائدي لا يفارقني ، فقالوا : أدخل أنت وقائدك يا أبا بكر.
قال : فدخلت به وإذا هارون جالسا وحده ، فلمّا دنا منه أنذرته ، فسلّم عليه بالخلافة فأحسن هارون الردّ ، فأجلسته حيث أمرت ، ثمّ حرجت فقعدت في مكان أراهما وأسمع كلامهما ، فجعلت أنظر إلى هارون يتلمّح أبا بكر ، وكان أبو بكر رجلا قد كبر وضعفت رقبته ، فإنّما ذقنه على صدره ، فسكت هارون عنه ساعة ثمّ