وجلسنا حوله ، كأنّما على رءوسنا الطير ، فقال : «إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن ، كما قاتلت على تنزيله» ، فقال أبو بكر : أنا هو يا رسول الله؟ قال : «لا» ، فقال عمر : أنا هو يا رسول الله؟ قال : «لا ، ولكنه خاصف النعل» ، قال : فأتينا عليا نبشره بذلك ، فكأنه لم يرفع به رأسا كأنه قد سمعه قبل [٩٠٣٧].
قال إسماعيل بن رجاء : فحدّثني أبي عن جدي أبي أمي حزام بن زهير أنه كان عند علي في الرحبة فقام إليه رجل فقال : يا أمير المؤمنين هل كان في النعل حديث؟ فقال : اللهم إنّك تعلم أنه مما كان يسره إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأشار بيديه ورفعهما.
أخبرناه عاليا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى المقرئ ـ قراءة عليه وأنا حاضر ـ نا أبو بكر بن مالك ـ إملاء ـ نا محمّد بن يونس بن موسى القرشي ، نا أبو بكر الحنفي ، نا فطر بن خليفة ، عن إسماعيل بن رجاء ، عن أبيه ، عن أبي سعيد الخدري قال :
كنا نمشي مع النبي صلىاللهعليهوسلم فانقطع شسع نعله ، فتناولها عليّ ليصلحها ثم مشى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : «إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله» [٩٠٣٨].
قال أبو سعيد : فخرجت فبشّرته بما قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فما اكترث به فرحا كأنه شيء قد سمعه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا يوسف بن الحسن بن محمّد ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو علي بن الصّوّاف ، نا أبو جعفر بن أبي شيبة ، نا عبد الله بن محمّد بن سالم ، أنا طلق بن غنام (١) قال : سمعت قيسا يقول : سمعت الأعمش يقول لمّا حدث إسماعيل بن رجاء عن أبيه بحديث النعل قلت له : أما أنت فقد عرفناك ، فأسألك بالله كيف كان أبوك؟
فقال : اللهم إنّي لا أعلمه إلّا خيرا.
وقد رواه عطية بن سعد (٢) عن أبي سعيد.
أخبرنا أبو القاسم زاهر ، وأبو بكر وجيه ابنا طاهر قالا : أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي ، أنا أبو بكر عمر بن روح بن علي النّهرواني (٣) ـ بها ـ أنا أبو عبد الله محمّد بن مخلد ،
__________________
(١) هو طلق بن غنام بن طلق بن معاوية النخعي ، أبو محمد الكوفي ، ترجمته في تهذيب الكمال ٩ / ٢٧٨.
(٢) هو عطية بن سعد بن جنادة العوفي الجدلي ، أبو الحسن الكوفي ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٣ / ٩٠.
(٣) هذه النسبة إلى النهروان بليدة قديمة على أربع فراسخ من الدجلة ، ذكر السمعاني ابنه أحمد (الأنساب).