ويفتح به باعه. «مأمون الغيب على ما استكن» يريد : قلدوه رجلا تأمنون غيبه فيما خفي عليكم فلا يخونكم ولا ببغيكم الغوائل. «يقترع منكم» أي يختار ، يقال : فلان قريع [قومه ، أي المختار منهم](١) وقد اقترعت من الإبل فحلا» أي اخترته وقول علي : «لنا حق إن نعطه [نأخذه ، وإن نمنعه](٢) نركب أعجاز الإبل وإن طال السّرى» يريد إنه إن منعه ركب مركب الضيم والذّل على مانعه وإن تطاول ذلك به ، وأصل هذا أن راكب البعير إذا ركبه بغير رحل ولا وطاء ركب عجزه ولم يركب ظهره من أجل السنام ، وذلك مركب صعب يشق على راكبه لا سيما إذا تطاول به الركوب على تلك الحال وهو يسري ـ أو يسير ليلا ـ فإذا ركبه بالوطاء والرحل ؛ ركب الظهر ، وذلك مركب يطمأن به ولا يشق عليه. وقد يجوز أن يكون أراد بركوب أعجاز الإبل أن يكون ردفا تابعا ، وأنه يصبر على ذلك وإن تطاول به.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم ، أنا أبو الفضل أحمد بن عبد المنعم بن أحمد بن بندار ، أنا أبو الحسن العتيقي ، أنا أبو الحسن الدار قطني ، نا أحمد بن محمد بن سعيد ، نا يحيى بن زكريا بن شيبان ، نا يعقوب بن معبد ، حدثني مثنّى أبو عبد الله ، عن سفيان الثوري ، عن أبي إسحاق السبيعي :
عن عاصم بن ضمرة ، وهبيرة. وعن العلاء بن صالح ، عن المنهال بن عمرو ، عن عباد بن عبد الله الأسدي. وعن عمرو (٣) بن واثلة قالوا : قال علي بن أبي طالب يوم الشورى :
والله لأحتجنّ عليهم بما لا يستطيع قرشيّهم ، ولا عربيهم ، ولا عجميهم ردّه ، ولا يقول خلافه. ثم قال لعثمان بن عفان ولعبد الرحمن بن عوف (٤) ، والزبير ، ولطلحة (٥) ، وسعد ، وهم أصحاب الشورى وكلهم من قريش وقد كان قدم طلحة :
أنشدكم بالله الذي لا إله إلّا هو أفيكم أحد وحد الله قبلي؟ قالوا : اللهم لا. قال : أنشدكم بالله هل فيكم أحد صلى لله قبلي وصلى القبلتين. قالوا : اللهم لا.
__________________
(١) ما بين معكوفتين مكانه بياض بالأصل ، واستدركت العبارة عن م ، وكلمة «المختار» مكانها في م كلمة غير واضحة وقد تقرأ : «أمثل» واللفظة أخذت عن المختصر والمطبوعة. وبعد كلمة منهم بياض في م ، ثم وقد اقترعت ...
(٢) مكانها بياض بالأصل ، والمستدرك : «نأخذه وإن» عن م ، «ونمنعه» أخذناها عن المختصر والمطبوعة ، ومكانها في م : بياض.
(٣) كذا بالأصل وم و «ز» والمطبوعة ، وهو عامر بن واثلة ، أبو الطفيل الليثي ، ويقال اسمه عمرو ، والأول أصح ترجمته في تهذيب الكمال ٩ / ٣٧٨.
(٤) في المطبوعة : وعبد الرحمن.
(٥) في المطبوعة : وطلحة.