يتزين (١) العباد بزينة أحبّ إلى الله منها ، الزهد في الدنيا ، فجعلك لا تنال من الدنيا شيئا ، ولا تنال الدنيا منك شيئا ، ووهب لك حبّ المساكين فرضوا بك إماما ، ورضيت بهم أتباعا ، فطوبى لمن أحبّك وصدّق فيك ، وويل لمن أبغضك وكذّب عليك ، فأما الذين أحبوا (٢) وصدقوا فيك فهم جيرانك في دارك ، ورفقاؤك في قصرك ، وأما الذين أبغضوك وكذبوا عليك فحقّ على الله أن يوقفهم موقف الكذابين يوم القيامة».
أخبرناه عاليا أبو القاسم علي بن إبراهيم قال : قرأت على عمي الشريف الأمير عماد الدولة أبي البركات عقيل بن العباس قلت له : أخبركم أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن محمّد بن أبي كامل الأطرابلسي ـ قراءة عليه بدمشق ـ أنا خيثمة بن سليمان القرشي ، نا إبراهيم بن سليمان بن حزازة النهمي ، نا مخول بن إبراهيم ، نا علي بن الحزوّر ، عن الأصبغ بن نباتة ، وأبي مريم الخولاني قالا : سمعنا عمّار بن ياسر وهو يقول (٣) :
سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «يا علي إنّ الله زيّنك بزينة لم يزين العباد بشيء أحبّ إلى الله منها ، وهي زينة الأبرار عند الله : الزهد في الدنيا ، فجعلك لا تنال (٤) من الدنيا شيئا ، ولا تنال (٥) الدنيا منك شيئا ، ووهب لك حب المساكين ، فجعلك ترضى بهم أتباعا ، ويرضون بك إماما ، فطوبى لمن أحبّك وصدّق فيك ، فهم جيرانك في دارك ورفقاؤك في جنتك ، وأما من أبغضك وكذب عليك فحقّ على الله أن يوقفهم يوم القيامة موقف الكذّابين».
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن ، أنا السّيد (٦) أبو الحسن محمّد بن علي بن الحسين ، نا أحمد بن عبد الرّحمن الفارسي بعديس (٧) ، نا أحمد بن عبد الله العطار ، نا محمّد بن سهل ، نا عبد الرّزّاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عكرمة ، عن ابن عباس.
أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «إنّما رفع الله القطر في بني إسرائيل بسوء رأيهم في أنبيائهم ، وأنّ الله عزوجل يرفع القطر عن هذه الأمة ببغضهم علي بن أبي طالب» [٨٨١٣].
__________________
(١) كذا بالأصل ، وم ، و «ز». وفي المطبوعة : تتزين.
(٢) كذا بالأصل ، وم ، و «ز».
(٣) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء ١ / ٧١.
(٤) في حلية الأولياء : ترزأ.
(٥) في حلية الأولياء : ترزأ.
(٦) بالأصل : «أنا أبو السيد» والمثبت عن م و «ز».
(٧) كذا رسمها بالأصل وم و «ز» ، وفي المطبوعة : بعديس.