البرد ، فقال : أوما شهدت معنا خيبر ، فقلت : بلى ، قال : فما رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم حين دعا أبا بكر فعقد له وبعثه إلى القوم ، فانطلق ثم جاءه بالناس وقد هزموا؟ فقال : بلى ، قال : ثم بعث إلى عمر فعقد له ثم بعثه إلى القوم فانطلق ولقى القوم فقاتلهم ثم رجع وقد هزم؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم عند ذلك : «لأعطينّ الراية اليوم رجلا يحبه الله ورسوله ، يفتح عليه ، غير فرّار» ، فدعاني ، فأعطاني الراية ثم قال : «انطلق» ، فقلت : يا رسول الله إنّي أرمد ، والله ما أبصر ، فتفل في عيني ثم قال : «اللهم أكفه الحرّ والبرد» ، فما وجدت بعد يومي ذلك بردا ولا حرا [٨٤٦٤].
ورواه عبيد الله بن موسى العبسي ، عن ابن أبي ليلى ، فقرن بالمنهال الحكم بن عتيبة كما فرّق بينهما ....... (١).
أخبرناه أبو المطهّر عبد المنعم بن أحمد بن يعقوب بن أحمد بن علي ، أنا جدي لأمي أبو طاهر بن محمود الثقفي ـ فيما قرئ عليه وأنا حاضر ـ أنا أبو بكر محمّد بن عبيد الله بن الحسن بن محمّد العدل ، نا محمّد بن عمر بن عبد الله بن الحسن أنا (٢) أحمد بن منصور ، أنا عبيد الله بن موسى ، أنا ابن أبي ليلى ، عن الحكم والمنهال ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى عن أبيه.
أنه قال لعلي ـ وكان يسمر معه : ـ إنّ الناس قد أنكروا منك أن تخرج في البرد في الملاءتين ، وفي الحرّ في الحشو والثوب الثقيل ، قال : فقال علي : ألم تكن معنا بخيبر؟ قال : بلى ، قال : فإنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعث أبا بكر وعقد له لواء فرجع وقد انهزم ، فبعث عمر وعقد له لواء فرجع منهزما بالناس فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لأعطينّ الراية رجلا يحبه الله ورسوله ، ويحبّ الله ورسوله ، يفتح الله له ، ليس بفرّار» ، قال : فأرسل إليّ وأنا أرمد ، فقلت : إنّي أرمد ، فتفل في عيني ثم قال : «اللهمّ أكفه أذى الحر والبرد» ، قال : فما وجدت حرا بعده ولا بردا [٨٤٦٥].
ورواه معاوية بن ميسرة العبدي عن الحكم.
أخبرناه أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ، أنا أبو بكر الخطيب.
__________________
(١) كذا بياض بالأصل وم.
(٢) بالأصل و «ز» : «بن» والمثبت عن م ، انظر ترجمة أحمد بن منصور الرمادي البغدادي في تاريخ بغداد ٥ / ١٥١ وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٣٨٩.