ومجلس المجمع ومؤتمره الرأي السديد والبصر النافذ واللحظ الناقد والبحوث المستفيضة في الشؤون العلمية.
ومن آرائه أن اللفظ المولد إذا اشتهر يستعمل في غير اللغة والأدب.
وعرض المجمع في بعض جلساته لرسم المصحف وطلب إلى الشيخ أن يكتب رأيه ، فكان رأيه الوقوف عند الرسم المعهود له ، ولا ينبغي كتابته بالرسم العادي : لأنه عرضة للتغيير والتبديل في كل عصر ، فلو أبيح هذا لتعدد رسم المصحف ، وكان مظنة لأن يعزى إليه الاختلاف فحفظ القرآن وصونه يقضي بإبقاء رسمه على الكتبة الأولى.
وقدم أحد الأعضاء المراسلين بحثا في كلمة «الضرر» رأى قصره على الزمانة وفقد البصر وأنه مصدر لفعل لازم على زنة فرح ، وإن لم يجيء هذا الفعل في المعاجم ، وأنه لا يقال : أصاب فلانا الضرر في ماله أو في حميمه مما ليس بداء لازم وخطأ الجوهري في جعله الضرر اسما بمعنى الضر ، وارتاب في الحديث : لا ضرر ولا ضرار ، وأثار مسألة الاحتجاج بالحديث في اللغة فقدم الشيخ بحثا رد به حجج هذا الباحث وأورد من الشواهد ما لا يقبل الجدل ؛ كقول جرير :
فإن تدعهم فمن يرجون بعدكم |
|
أو تنج منها فقد أنجيت من ضرر |
وقول أبي تمام :
لو كان في البين إذ بانوا لهم دعة |
|
لكان فقدهم من أعظم الضرر |
وله بحث قيم في التضمين ونيابة بعض الحروف عن بعض ، وبحث في الاشتقاق الكبير.
وكان الشيخ ـ رحمه الله ـ عجيب الاستحضار لما يقرأ ويسمع ، كثير المحفوظ من الشعر ، حسن الاستشهاد به في المقامات المناسبة ، جرى مرة في لجنة الأصول الحديث في التضمين ، وأنكر بعض الحاضرين أن يضمن فعل متعدّ معنى فعل آخر متعد ، فقال الشيخ : أذكر قول الشاعر :