أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال في عثمان : «ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة» [٧٨٤٩].
قالا : وأنا أبو يعلى ، نا محمّد بن أبي بكر ـ زاد أبو عمرو : المقدمي ـ : نا أبو معشر ، نا إبراهيم بن عمر بن أبان ، حدّثني أبي ، عن أبان بن عثمان ، عن عبد الله بن عمر ، قال :
بينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم جالس وعائشة وراءه ، إذ استأذن أبو بكر ، فدخل ، ثم استأذن عمر فدخل ، ثم استأذن علي فدخل ، ثم استأذن سعد بن مالك (١) فدخل ، ثم استأذن عثمان بن عفّان فدخل ، ورسول الله صلىاللهعليهوسلم يتحدث كاشفا عن ركبتيه ، فمدّ ثوبه على ركبتيه ، وقال لامرأته : «استأخري عني» ، فتحدّثوا ساعة ، ثم خرجوا ، قالت عائشة : فقلت : يا رسول الله ، دخل عليك أصحابك فلم تصلح ثوبك على ركبتيك ، ولم تؤخرني عنك حتى دخل عثمان ، فقال : «يا عائشة ، ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة؟ والذي نفس محمّد بيده إنّ الملائكة لتستحي من عثمان كما تستحي من الله ورسوله ، ولو دخل وأنت قريبة ـ وقال أبو بكر : قريب ـ مني لم يرفع رأسه ، ولم يتحدّث حتى يخرج ـ وقال أبو بكر : خرج ـ وسقط من حديثه من قوله : منه الملائكة. إلى قوله : تستحي من الله ورسوله» [٧٨٥٠].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف (٢) ، أخبرني أبو بكر محمّد بن عدي المنقري ـ بالبصرة ـ نا القاضي عمر بن الحسن بن مالك الشيباني ، نا أحمد بن موسى بن إسحاق التميمي ، نا عمر بن محمّد بن فليح ، نا محمّد بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن علي ، عن علي بن الحسين ، عن الحسين أن عليا قال :
دخلت على النبي صلىاللهعليهوسلم وهو مستلق رافعا رجلا على رجل ، وفخذه مكشوفة ، فدخل علينا أبو بكر وعمر ، ثم جاء عثمان ، فاستأذن ، فلم يدخل حتى أرخى النبي صلىاللهعليهوسلم على فخذه ، وغطاها ، فقال له علي : بأبي وأمي أنت يا رسول الله ، قد كنا عندك جماعة ، فما غطيتها ، وجاء عثمان فغطيتها ، فقال : «إنّي لأستحي ممن استحيت منه الملائكة» [٧٨٥١].
قال : وأنا حمزة ، أنا أبو أحمد بن عدي (٣) ، نا عبد الله بن محمّد بن ناجية ، نا أبو
__________________
(١) مطموسة بالأصل والمثبت عن م.
(٢) أخرجه السهمي في تاريخ جرجان ص ٣٦٩ في ترجمة ٦٢٠ محمد بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين.
(٣) أخرجه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٧ / ٢١ في ترجمة النضر بن عبد الرحمن أبي عمر.