عبد الصمد بن عبد الوارث ، قال : سمعت أبي يحدّث : حدّثني إسحاق بن سويد هذا الشعر ، وزعم أنه قاله (١) :
برئت من الخوارج لست منهم |
|
من الغزّال كان أو ابن باب (٢) |
إذ اعتزلوا عن الإسلام جهلا |
|
حيارى محدثين من الشباب |
ومن قوم إذا ذكروا عليا |
|
يردّون السلام على السحاب (٣) |
وممن (٤) دان دين أبي بلال (٥) |
|
عصائب يفترون على الكتاب |
فكل لست منه وليس مني |
|
سيفصل بيننا يوم الحساب |
ولكنّي أحبّ بكلّ قلبي |
|
وأعلم أن ذاك من الصواب |
رسول الله والصدّيق حبّا |
|
به أرجو غدا حسن الثواب |
وحبّ (٦) الطّيّب الفاروق عندي |
|
كحبّ أخي الظما برد الشراب |
وعثمان بن عفان شهيد |
|
تقيّ لم يكن دنس الثياب |
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا أبو القاسم علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات ، أنا عبد الوهاب الكلابي ، أنا أبو الحسن بن جوصا ، نا عبد الله بن خبيق ، نا يوسف بن أسباط ، عن خالد بن دينار ، قال :
أتينا سالم بن عبد الله نسمع منه ، فقال : من أين أنتم؟ قلنا : من أهل الكوفة ، قال : حرورية سبئية ، عثمان خير من علي ، عثمان خير من علي.
أخبرنا (٧) أبو بكر الشّحّامي ، أنا أبو حامد الأزهري ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا أبو حامد بن الشرقي ، نا محمّد بن يحيى ، وأحمد بن يوسف ، قالا : نا عبد الرزّاق عن معمر (٨)
__________________
(١) بعضها في البيان والتبيين ١ / ٢٣ والكامل للمبرد ٣ / ١١١٠ وحكى المبرد أن هذا الشعر لأعرابي لا يعرف المقالات التي يميل إليها أهل الأهواء.
(٢) في الكامل : من الغزال منهم وابن باب.
يعني بالغزال واصل بن عطاء ، كان معتزليا ، ولم يكن غزالا ، ولكنه كان يلقب بذلك لأنه كان يلزم الغزالين ليعرف المتعففات من النساء ليجعل صدقته لهن.
وابن باب : هو عمرو بن عبيد بن باب ، مولى بني العدوية ، من بني مالك بن حنظلة ، معتزلي.
(٣) ويروى : أشاروا بالسلام إلى السحاب.
(٤) الأصل : ومن ، والمثبت عن و «ز».
(٥) أبو بلال هو مرداس بن أدية الشاري ، من زعماء الخوارج.
(٦) الأصل : وأحب ، والمثبت عن م و «ز».
(٧) كتب فوقها في «ز» : ملحق.
(٨) «عن معمر» مكانه بالأصل : «عمر» صوبنا السند عن م و «ز».