على عثمان فأخبرته ، فقال : كيف رأيتم (١)؟ قلت [رأيت](٢) في وجوههم الشر عليهم ابن عديس البلوي.
فصعد ابن عديس منبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فصلّى بهم الجمعة ، وتنقّص عثمان [في خطبته](٣) ، فأخبرته بما قام فيهم ابن عديس ، قال : كذب والله ابن عديس ، لو لا ما ذكرت ، ما ذكرت لك ، إنّي لرابع أربعة في الإسلام ، ولقد أنكحني رسول الله صلىاللهعليهوسلم ابنته ، ثم توفيت فأنكحني الأخرى ، والله ما زنيت ولا شربت في جاهلية ولا إسلام ، ولا تغنّيت ، ولا تمنّيت منذ أسلمت ، ولا مسست فرجي بيميني منذ بايعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولقد جمعت القرآن على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولا أتت عليّ جمعة إلّا وأنا أعتق فيها رقبة منذ أسلمت ، إلّا أن أجدها في تلك الجمعة فأجمعها في الجمعة الثانية.
قال : ونا ابن عائذ ، قال :
ثم رجع الحديث إلى ما حدثنا به الوليد بن مسلم ، عن عبد الله بن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، قال :
ثم إنّ ابن عديس دخل المسجد ، فبينا هو محتبي (٤) فيه إذ رمي من دار عثمان بسهم ، فوقع عند حبوته (٥) ، فانتزع السهم ، فانطلق به حتى دخل بيت بعض أزواج النبي صلىاللهعليهوسلم ، ثم خرج من عندهم ، فأقبل حتى جلس في المسجد ، فتراسل عثمان وعلي (٦) وطلحة والزبير ، فلم يزالوا حتى دعاهم عثمان إلى أن اجتمعوا في بيت عائشة ، ثم يعتبهم وينزع عما كرهوا ، فاجتمعوا ، فأرسلت عائشة إلى صفية لتحضرها ، وتسمع مقالتهم ، فأقبلت ومعها سليم مولاها ، فدخلت على عائشة ، وبينها وبين الملأ ستر ، فتجاولوا طويلا ، وكثر كلامهم ، فكان من أشدّ القوم على عثمان صوتا جبلة بن عمرو الأنصاري ، فقالت صفيّة : وصغوها (٧) مع
__________________
(١) كذا بالأصل ، وفي م و «ز» : رأيتهم.
(٢) سقطت اللفظة من الأصل وم و «ز» ، والزيادة عن المطبوعة.
(٣) الزيادة عن م و «ز».
(٤) كذا بالأصل وم و «ز» : محتبي ، بإثبات ياء المنقوص.
(٥) بالأصل : فرفع عند حبرته ، والتصويب عن م و «ز».
(٦) استدركت على هامش م.
(٧) إعجامها مضطرب بالأصل وم و «ز» ، ولعل الصواب ما أثبت ، والصغو : الميل ، يقال : صغا إليه يصغو صغوا وصغوا : مال. (اللسان).