فقال لي : «يا عثمان حصروك»؟ قلت : نعم ، قال : «أعطّشوك»؟ قلت : نعم ، قال : فدلى لي دلوا ، فشربت منه حتى رويت ، وإني لأجد برد ذلك الماء بين ثديي ، وبين كتفي ، فقال لي : «إن شئت نصرت عليهم» ، فاخترت أن أفطر عنده ، فقتل في ذلك اليوم.
الصواب ابن أبي راشد ، ويحيى بن عبد الرّحمن.
أخبرنا أبو عبد الله المقرئ ، أنا أبو الفضل بن الكريدي ، أنا أبو الحسن العتيقي ، أنا أبو الحسن الدارقطني ، نا أحمد بن محمّد بن زياد ، نا إسماعيل بن إسحاق ، نا أحمد بن يونس ، نا حمّاد بن زيد ، عن هشام ، عن ابن سيرين قال : لقد قتل عثمان وما أعلم أحدا يتهم عليا في قتله.
قال ابن سيرين : لقد قتل عثمان يوم قتل وإنّ الدار يومئذ لغاصة ، فيهم : [عبد الله بن عمر ، وفيهم](١) الحسن بن علي في عنقه السيف ، ولكن عثمان عزم عليهم ألا يقاتلوا.
قال : ونا إسماعيل بن إسحاق ، نا عارم بن الفضل ، نا جرير بن حازم ، نا يعلى بن حكيم ، عن نافع.
أن الحسن بن علي ، وعبد الله بن عمر لم يزالا مع عثمان في الدار.
قال : ونا إسماعيل بن إسحاق ، نا سليمان بن حرب ، نا جرير بن حازم ، عن يعلى بن حكيم ، عن نافع.
أن الحسن بن علي لم يزل مع عثمان وهو محصور حتى عزم عليه ليخرجنّ.
قال : وحدّثني أبي ، نا هارون بن يوسف (٢) ، نا ابن أبي عمر قال : عرض عليّ سعيد بن سالم ، عن علي بن سليم ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سالم المكي ، عن عبد الله بن رباح أنه قال :
انطلقت أنا وأبو قتادة إلى عثمان حين حصره القوم ، فلما خرجنا من (٣) عنده استقبلت الحسن بن علي بن أبي طالب داخلا (٤) عليه ، فرجعنا معه لننظر ما يقول له الحسن ، فقال : يا أمير المؤمنين مرني بأمرك ، فإنّي طوع يديك ، فمرني بما شئت ، فقال له عثمان : ابن أخ ،
__________________
(١) الزيادة بين معكوفتين عن م و «ز».
(٢) الأصل : سيف ، تصحيف ، والصواب عن م و «ز».
(٣) بالأصل وم و «ز» : مع عنده.
(٤) الأصل : «دخلا» والمثبت عن م و «ز».