أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو بكر محمّد بن الفرج بن علي البزاز ، أنا أحمد بن جعفر بن سلم (١) ، نا إدريس بن عبد الكريم المقرئ ، نا إبراهيم بن سعيد ، نا شبابة ، عن يحيى بن (٢) راشد ، عن يحيى بن عبد الرّحمن ، وعقبة بن أسيد ، عن النعمان بن بشير ، حدثتني نائلة بنت الفرافصة امرأة عثمان بن عفّان [قالت : سمعت عثمان](٣) يقول : اطلع إليّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم ومعه دلو من ماء ، فقال : «اشرب» ، فشربت حتى رويت ، ثم قال : «إنّ القوم سيكثرون عليك ، فإن قاتلتهم ظفرت ، وإن تركتهم أفطرت عندنا» ، فقتلوه من يومه.
هذا مختصر من حديث.
أخبرناه (٤) بطوله أعلى من هذا أبو القاسم الواسطي ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو عمر بن مهدي ، أنا إسماعيل بن محمّد الصفار ، نا محمّد بن عبيد الله بن يزيد المنادي ، نا شبابة بن سوّار ، نا يحيى بن أبي راشد ، مولى عمرو بن حريث ، عن عقبة بن أسيد ، ويحيى بن عبد الرّحمن الحرشي ، عن النعمان بن بشير ، عن نائلة بنت الفرافصة الكلبية امرأة عثمان بن عفّان ، قالت.
لما حصر عثمان رأى قبل قتله بيوم ـ ظل صائما ـ فلما كان عند إفطاره سألهم الماء العذب ، فأبوا عليه ، وقالوا : دونك ذاك الرّكيّ ، قالت : وركي قالت : وركي في الدار يلقى فيه النتن ، قالت : فبات من غير أن يفطر ، فلما كان عند السحر أتيت جارات لي على أجاجير متواصلة ، فسألتهم الماء العذب ، فأعطوني كوزا من ماء ، فجئت به ، فنزلت ، فإذا عثمان قد وضع رأسه أسفل الدرجة ، وهو نائم يغطّ ، فحرّكته ، فانتبه فقلت : هذا ماء عذب أتيتك به ، فرفع رأسه إلى السماء ، فنظر إلى الفجر ، فقال : إنّي أصبحت صائما ، قلت : ومن أين ، ولم أر أحدا أتاك بطعام ولا شراب؟ فقال : إنّي رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم اطّلع عليّ من هذا السقف ومعه دلو من ماء ، فقال : «اشرب يا عثمان» ، فشربت حتى رويت ، ثم قال : «ازدد» ، فشربت حتى نهلت ، قال : «أما إن القوم سيكثر ـ أو قال ـ : سيكثرون عليك ، فإن قاتلتهم ظفرت ، وإن تركتهم أفطرت عندنا».
__________________
(١) في م : سلام.
(٢) كذا بالأصول : «بن راشد» سينبه المصنف في آخر الخبر التالي أنه : ابن أبي راشد.
(٣) الزيادة عن م و «ز».
(٤) كذا موضعه هنا بالأصل وم ، و «ز» ، وكتب فوقها في «ز» يؤخر ، وقد جاء في المطبوعة بعد الخبر تاليه.