دخلت على عثمان بن عفّان وهو محصور ، فقال لي عثمان : يا كثير بن الصلت (١) ، ما أراني إلّا مقتولا يومي هذا ، قال : قلت : ينصرك الله على عدوك يا أمير المؤمنين ، قال : ثم أعاد عليّ ، فقال لي : يا كثير ما أراني إلّا مقتولا من يومي هذا ، قال : قلت : وقّت لك في هذا اليوم شيء ، أو قيل لك شيء؟ قال : لا ، ولكني شهدت في ليلتي (٢) هذه الماضية ، فلمّا كان عند السحر أغفيت إغفاءة ، فرأيت فيما يرى النائم رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأبا بكر وعمر ، ورسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول لي : «يا عثمان الحقنا لا تحبسنا فإنا ننتظرك» ، قال : فقتل من يومه ذلك.
قال : ونا ابن أبي الدنيا ، نا إسحاق بن إسماعيل ، نا يزيد بن هارون ، عن فرج بن فضالة ، عن مروان بن أبي أمية ، عن عبد الله بن سلام ، قال :
أتيت أخي عثمان لأسلم عليه وهو محصور ، فدخلت عليه ، فقال : مرحبا بأخي ، رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم الليلة في هذه الخوخة ، قال : وخوخة في البيت ، فقال : «يا عثمان حصروك»؟ قلت : نعم ، قال : «عطشوك»؟ قلت : نعم ، فأدلى دلوا فيه ماء ، فشربت حتى رويت حتى إنّي لأجد برده بين ثديي وبين كتفي ، وقال لي : «إن شئت أفطرت عندنا» ، فاخترت أن أفطر عنده ، فقتل ذلك اليوم.
أخبرناه (٣) عاليا أبو الفضل الفضيلي ، أنا أبو القاسم الخليلي ، أنا أبو القاسم الخزاعي ، أنا الهيثم بن كليب ، قال : أنا ابن المنادي أبو (٤) جعفر ، نا يزيد بن هارون ، أنا فرج بن فضالة ، عن مروان أبي أمية ، عن عبد الله بن سلام ، قال :
أتيت عثمان لأسلّم عليه وهو محصور ، فدخلت عليه ، فقال : مرحبا بأخي ، ما يسرّني أنك كنت وراءك ، رأيت في هذه الليلة رسول الله صلىاللهعليهوسلم في هذه الخوخة من البيت ، فقال لي : «يا عثمان حصروك»؟ قلت : نعم ، قال : فدلّى لي دلوا ، فشربت منه حتى رويت ، وإنّي لأجد برد ذلك الماء بين ثديي وبين كتفي ، فقال : «إن شئت أفطرت عندنا ، وإن شئت نصرت عليهم» ، فاخترت أن أفطر عنده ، فقتل في ذلك اليوم (٥).
__________________
(١) من قوله : الصلت ، قال ، إلى هنا سقط من م.
(٢) بالأصل : يومي ، شطبت بخط أفقي ، وفوقها علامة تحويل إلى الهامش ، وكتب عليه «ليلتي» وبعدها صح ، وهو ما يتفق مع م و «ز».
(٣) فوقها في «ز» : ملحق.
(٤) الأصل : «بن» تصحيف ، والتصويب عن «ز» ، وم.
(٥) فوقها في «ز» : إلى.