أحمد الخياط (١) ، نا محمّد بن عمرو (٢) بن العباس الباهلي ، أنا ابن أبي عدي ، عن ابن عون ، عن محمّد قال :
لما كان حيث نزل بابن عفّان ، جمعهم ، فاستشارهم في أولئك القوم ـ يعني الذين حصروه ـ قال : فأرسل إليهم عليا ومعه رجل آخر ، فعرض عليهم كتاب الله ، قال : فشاورهم [وشادّوه مرتين](٣) أو ثلاثا ، ثم قالوا : ابن عمّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ورسول أمير المؤمنين يعرض عليكم كتاب الله ، قال : فقبلوه واشترطوا خمسا ، فكتبوهن في الكتاب ، وثنتين لم يكتبوهما في الكتاب ، المنفي يقلب ، المحروم يعطى ، ويوفّر الفيء ، ويعدل في القسم ، ويستعمل ذو الأمانة والقوة ، ويردّ ابن عامر على أهل البصرة ، فإنهم به راضون ، ويستعمل الأشعري على الكوفة ، قال : فذهبوا.
قال ابن عون : فلا أدري أين بلغوا ثم رجعوا فقعدوا ناحية ، فقالوا : لا يكلّمنا أحد ولا يدنونّ منا أحد ، فأرسل إليهم المغيرة ، فأتاهم ، فقالوا : لا تدنون منا يا أعور ، لا تكلّمنا يا أعور ، فأتي ابن عفان ، فقال : إنّي رأيت قوما ألج من العرب ، فلو خرجت في كتيبتك فعسى أن يروها فيرجعوا ، فخرج ابن عفّان في كتيبته ، فنسل (٤) من أولئك رجل ومن هؤلاء رجل ، فانطلقا بسيفيهما ، فحانت منه التفاتة ، فقال : في بيعتي وتأميري ، فرجع ، فدخل الدار ، فما أعلمه خرج بعد ذلك اليوم حتى قتل.
قال محمّد : فلقد قتل وفي الدار لسبع مائة ، فيهم الحسن بن علي ، وعبد الله بن الزبير.
قال محمّد : ولو أذن لهم لضربوهم حتى يخرجوهم من أقطار المدينة.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين ، أنا أبو الغنائم بن المأمون ، أنا أبو القاسم بن حبابة ، نا أبو القاسم البغوي ، نا شيبان ، نا أبو الأشهب ، عن الحسن قال :
لقد رأيت الذين قتلوا عثمان تحاصبوا في المسجد حتى ما أبصر أديم السماء ، وإنّ إنسانا رفع مصحفا من حجرات النبي صلىاللهعليهوسلم ، ثم نادوا : ألم تعلموا أن محمّدا صلىاللهعليهوسلم قد برئ ممن فرّق دينه ، وكان شيعا.
__________________
(١) كذا بالأصل وم و «ز» ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٢٣ وتاريخ بغداد ٩ / ١٠٦.
(٢) الأصل : عمر ، والمثبت عن «ز» ، وم.
(٣) الزيادة عن «ز» ، وم.
(٤) نسل الماشي : أسرع.