وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ)(١)(وَلا تَشْتَرُوا) بآيات الله (٢) الآية ، وقال : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) إلى : (تَأْوِيلاً)(٣) ، وقال : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ) إلى : (الْفاسِقُونَ)(٤) ، وقال : (إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ) إلى : (عَظِيماً)(٥).
وكتب كتابا آخر :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أمّا بعد ، فإنّ الله رضي لكم السمع والطاعة ، وكرّه لكم المعصية والفرقة والاختلاف ، وقد أنبأكم فعل الذين من قبلكم ، وتقدّم إليكم فيه ، لتكون له الحجّة عليكم إن عصيتموه ، فاقبلوا نصيحة الله ، واحذروا عقابه (٦) ، فإنكم لن تجدوا أمة هلكت إلّا من بعد أن تختلف ، ولا يكون لها إمام يجمعها ، ومتى ما تفعلوا ذلك لا تقوم (٧) الصلاة جميعا ، ويسلط عليكم عدوكم ، ويستحل بعضكم حرم بعض ، ومتى تفعلوا ذلك تفرقوا بينكم ، وتكونوا شيعا ، وقال : (إِنَّ الَّذِينَ) فارقوا (٨)(دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً) إلى : (يَفْعَلُونَ)(٩) ، وإنّي أوصيكم بما أوصاكم الله به وأحذركم عذابه ، وإنّ القرآن نزل نعتبر به ، وننتهي إليه ، أولا ترون إلى شعيب قال لقومه : (يا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي)(١٠) إلى : (بِبَعِيدٍ) ، (وَيا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ)(١١) إلى : (وَدُودٌ) ، وكتب بكتاب آخر :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أمّا بعد ، فإنّ أقواما ممن كان يقول في هذا الحديث أظهروا للناس إنّما يدعون إلى كتاب [الله](١٢) والحقّ ولا يريدون الدنيا ، ولا منازعة فيها ، فلمّا عرض عليهم الحقّ إذا الناس في ذلك شتى ، منهم آخذ للحق ، ونازع عنه من يعطاه ، ومنهم تارك للحق رغبة في الأمر ، يريدون
__________________
(١) سورة النحل ، الآية : ٩٦ وبالأصل وم و «ز» : وليجزين.
(٢) الأصل : آيات ، والمثبت عن «ز» ، وم ، والصواب كما في الآية ٤١ من سورة البقرة : (بِآياتِي ثَمَناً)
(٣) سورة النساء ، الآية : ٥٨.
(٤) سورة النور ، الآية : ٥٥.
(٥) سورة الفتح ، الآية : ١٠.
(٦) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفوقها في «ز» : «عذابه» وفي الطبري : عذابه.
(٧) الطبري : تقيموا.
(٨) القراءة المشهورة : (فَرَّقُوا) ، والذي في الأصول قراءة الكسائي.
(٩) سورة الأنعام ، الآية : ١٥٩.
(١٠) سورة هود ، الآيتان : ٨٩ ـ ٩٠.
(١١) في التنزيل العزيز : واستغفروا.
(١٢) سقطت من الأصل وأضيفت عن «ز» ، وم.