فيما بيني وبين صاحبي ، فنزع نعليه ثم استقبل فكبّر فقرأ «الحمد لله رب العالمين» أم القرآن ، ثم قرأ البقرة ، يرفع بالآية (١) صوته ويخفضها (٢) مرة ، ثم قرأ آل عمران ، يرفع بالآية صوته ويخفضها (٣) أخرى ، ثم لم يزل يقرأ سورة سورة كل ذلك ألحظ وأتحفظ عليه حتى قرأ (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) ، و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) خاتمة القرآن ، ثم ركع ركعة ثم سلّم ومدّ رجليه ، ثم استلقى على يديه متوكئا على ظهره ، فركعت ثم سلّمت ، ثم التفتّ إليه ، فقلت : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله ، قال : وعليك السلام يا ابن أخي ، قلت : يا أمير المؤمنين إنّي أحسبك ساهيا منذ الليلة ، قال : فقال له : ابن أخي مما سهوت؟ قال : قلت : إنّي منذ الليلة أتحفظ عليك ، لم تركع إلّا ركعة ، قال : يا ابن أخي إنّي لم أسه ، ولكنها كانت وتري أوترت بركعة.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، أنا محمّد بن سعد (٤) ، أنا يوسف بن الغرق (٥) ، أنا خالد بن بكير ، عن عطاء بن أبي رباح أن عثمان [بن عفان] صلّى بالناس ، ثم قام خلف المقام فجمع كتاب الله في ركعة كانت وتره ، فسمّيت البتيراء.
قال : وأنا ابن سعد (٦) ، أنا عبد الله بن نمير ، عن قيس ، عن أبي إسحاق ، عن رجل قد سمّاه قال : رأيت رجلا طيّب الريح ، نظيف الثوب ، قائما إلى دبر الكعبة يصلّي ، وغلام خلفه ، كلما تعايا (٧) فتح عليه ، فقلت : من هذا؟ فقالوا : عثمان.
أخبرنا أبو عبد الله بن البنّا ، أنا يوسف بن محمّد ، أنا أبو عمر الفارسي ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب ، نا جدي ، نا يزيد بن هارون ، أنا شعبة ، عن أبي إسحاق [عن](٨) عامر بن عبدة ، قال :
قمت ذات ليلة خلف المقام ، فإذا رجل شديد بياض الثياب ، طيّب الريح يصلّي ، ورجل يفتح عليه إذا أخطأ ، وإذا هو عثمان بن عفّان.
__________________
(١) الأصل : الآية ، تصحيف ، والصواب عن م.
(٢) كذا بالأصل وم ، خطأ ، والصواب : يخفضه.
(٣) كذا بالأصل وم ، خطأ ، والصواب : يخفضه.
(٤) طبقات ابن سعد ٣ / ٧٦.
(٥) رسمها بالأصل وم : الفرق ، بالفاء ، والصواب عن ابن سعد ، والضبط عن الاكمال.
(٦) المصدر السابق.
(٧) تعايا بالأمر عجز عنه.
(٨) الزيادة لتقويم السند عن م.