توفي رجل من الأنصار ، فلما كفّن وأتاه القوم ليحملوه تكلّم ، فقال : محمّد رسول الله حقّا ، أبو بكر الصّدّيق الضعيف في العين ، القوي في أمر الله ، عمر بن الخطّاب القوي الأمين ، عثمان بن عفّان على منهاجهم.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ـ ببغداد ـ وأبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ـ بدمشق ـ قالا : أنا أبو الحسن عبد الدائم بن الحسن بن عبيد الله الهلالي ، أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي ، نا أبو بكر محمّد بن خريم العقيلي ـ إملاء ـ نا أبو الوليد هشام بن عمّار بن نصير السّلمي ، نا الوليد بن مسلم ، أنا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، حدّثني عمير بن هانئ ، حدّثني النعمان بن بشير الأنصاري ، قال :
توفي رجل منا يقال له خارجة بن زيد ، فسجّينا عليه ثوبا ، فقمت أصلّي إذ سمعت في البيت ضوضأة فانصرفت وأنا أظنّ أن حية دخلت (١) بينه وبين ثوبه ، فلما وقفت عليه سمعته يقول : أجلد القوم أوسطهم ، عبد الله (٢) عمر أمير المؤمنين القوي في جسمه القوي في أمر الله ، لا تأخذه في الله لومة لائم ، كان ذلك في الكتاب الأوّل ، صدق صدق عبد الله ، أبو بكر أمير المؤمنين الضعيف في جسمه القوي في أمر الله ، كان ذلك في الكتاب الأول ، صدق ، صدق ، عبد الله عثمان أمير المؤمنين الضعيف المتعفف الذي يعفو عن ذنوب كثيرة ، خلت ليلتان وبقيت أربع ، اختلف الناس فلا نظام لهم ، أبيحت الأحماء [أيها الناس](٣) أقبلوا على إمامكم فاسمعوا له وأطيعوا ، فمن تولّى فلا يعهد إليه ، كان أمر الله قدرا مقدورا ، هذا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، هذا عبد الله بن رواحة ، ما فعل زيد بن خارجة ـ يعني أباه ـ ثم رفع صوته فقال : (كَلَّا إِنَّها لَظى ، نَزَّاعَةً لِلشَّوى ، تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى)(٤) أخذت بئر أريس ظلما ، قال النعمان : ثم خفت الصوت.
أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد المقرئ ، وأبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن بن محمّد الأقبابي ، قالا : أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن علي المصّيصي ، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر ، أنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة ، نا العباس بن الوليد بن مزيد العذري ، أخبرني أبي ، نا عبد الرّحمن بن زيد بن جابر ، قال : سمعت عمير بن هانئ يحدّث عن النعمان بن بشير بن سعد ، قال :
__________________
(١) «دخلت» سقطت من المطبوعة.
(٢) أقحم بعدها «بن».
(٣) الزيادة عن م.
(٤) سورة المعارج ، الآيات ١٥ ـ ١٨.