علي بن الآبنوسي في كتابيهما ، قالا : أنا محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ـ إجازة ـ أنا أبو مزاحم موسى بن عبد الله الخاقاني ، نا أحمد بن يوسف التغلبي ، نا خالد بن خداش ، قال :
جلست إلى حمّاد بن زيد وأنا ابن عشرين سنة ، وجلست إليه ثلاث عشرة (١) سنة ، فسمعته يقول ما لا أحصي : لئن قلت إنّ عليا أفضل من عثمان لقد قلت إن أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد خانوا.
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، وأبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم في كتابيهما ، عن أبي الوليد الحسن بن محمّد بن علي البلخي ، أنا أبو الفرج محمّد بن إدريس بن محمّد ـ بالموصل ـ قال : قرأت على أبي منصور المظفّر بن محمّد الطوسي ، أنبأ أبو زكريا يزيد ابن محمّد بن إياس الأزدي ، نا محمّد بن أحمد ـ يعني ابن أبي المثنى ـ نا عبد العزيز بن أبان ، قال : سمعت مسعرا وسئل عن شيء من أمر عثمان فقال :
أما سمعت ما قال أبو طلق العائذي (٢) :
وشمّر للشورى من الناس ستّة |
|
ذوو قدم ما منهم (٣) متقرّب |
_________________
مرض رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأمر أبا بكر أن يصلي بالناس فلو علم رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن في أصحابه أحدا أفضل من أبي بكر لأمر ذلك الرجل وترك أبا بكر ، فلما احتضر أبو بكر استخلف عمر بن الخطاب ، فلو علم أبو بكر أن في أصحاب محمد صلىاللهعليهوسلم أحدا أفضل من عمر لما قدّم عمر وترك ذلك الرجل ، لقد كان غش أصحاب محمد ، فلما احتضر عمر بن الخطاب فصير الأمر شورى ، فوقعت الشورى بعثمان بن عفان ، فلو علم أصحاب محمد أن في القوم أحدا أحق بها من عثمان ، ثم نصبوا عثمان وتركوا ذلك الرجل ، لقد كانوا غشوا هذه الأمة ، فأتيت عبد الله بن إدريس فقلت له : يا أبا محمّد كلاما سمعته الساعة من حفص بن غياث. قال : فأسند ، ثم قال : هات ، قال : فحدثته بالحديث ، قال : أنت سمعته؟ قلت : الساعة وكتبته في ألواحي ، قال : الحمد لله الذي أنطق بذلك لسانه ، فو الله إنه لشيعي وإن شريكا لشيعي ، قال : قلت له : يا أبا محمد ، ما تقول في الوقوف عنه : علي وعثمان؟ قال : لا بل نضعه حيث وضعه أصحابه ـ قال أبو عمر الإمام : يعني يقال : عثمان وعلي ، ثم رجع إلى الحديث ـ وكان الواحد منهم فردا ، ولقد قتل يوم قتل ، وهو عندنا أفضل منه.
قال : ونا هشام بن حسان ، عن محمد بن سيرين ، عن كعب بن عجرة ، قال : كنا عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم ذات يوم ، فذكر فتنة فقربها ، ثم مرّ رجل مقنع الرأس ، فقال : «وهذا يومئذ على الهدى» ـ أو قال : على الحق ـ قال : فقمت إلى الرجل فأخذت بعضديه وأقبلت بوجهه على النبي صلىاللهعليهوسلم فقلت : هذا؟ قال : «نعم» وإذا هو عثمان بن عفان.
(١) الأصل : ثلاث عشر ، والصواب عن م.
(٢) اسمه عدي بن حنظلة بن نعيم بن زرارة بن عبد العزى بن ربيعة من عائذة قريش ، نسبوا إلى أمهم عائذة بنت الخمس بن قحافة بن خثعم معجم الشعراء ص ٢٥٠.
(٣) المطبوعة : بينهم.